|
كليـــــــة الآداب
قسم الصحافة والإعـلام
الدراســات العليـــا
تقرير عن:
ماهية الإعــــــــــلام الجديــــــــــد
( ضمن مساق موضوع خاص في برنامج ماجستير الصحافة )
إعداد:
مها فالح ساق الله
إشراف:
د. أحمد عرابي الترك
د. أحمد عرابي الترك
2013
الإعلام
الجديد .. النشأة والتطور:
ظهرت
وسائل الإعلام الجديد كمصطلح واسع النطاق في الجزء الأخير من القرن العشرين ليشمل
دمج وسائل الإعلام التقليدية مثل الأفلام والصور والموسيقى والكلمة المنطوقة والمطبوعة،
مع القدرة التفاعلية للكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، وتطبيقات الثورة العلمية
التي شهدها مجال الاتصال والإعلام، حيث ساهمت الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال
في التغلب على الحيز الجغرافي والحدود السياسية، والتي أحدثت New
media
تغيير بنيوي في نوعية الكم والكيف في وسائل الإعلام. والمقصود بوسائل الإعلام
الجديدة ببساطة هي وسائل الإعلام الرقمية وذلك لتفريقها عن (Interactive) والتفاعلية (Internet) والشبكية Digital. (
الغامدي، 2012، ص).
لقد
جاءت وسائل الإعلام الجديد لتحل سيطرة مركزية وسائل الإعلام التقليدية المركزية،
وأصبح بإمكان الأفراد والمؤسسات مخاطبة الجميع مباشرة وبتكلفة معقولة.
إن
قوة وسائل الإعلام الجديد لا تقتصر على مجرد خاصية التفاعل التي تتيحها والتي تسمح
لكل من المرسل والمستقبل بتبادل أدوار العملية الاتصالية، ولكن تلك الوسائل أحدثت
أيضاً ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي متعدد الوسائط والذي يشتمل على النصوص
والصور وملفات الصوت ولقطات الفيديو.( كاتب، 2011،
5).
الثورة
المذهلة في عالم التقنية الرقمية وما أفرزته من تطورات في وسائل الإعلام الجديد
أدت إلى تحوله من حقل للمعلومات يتيح حرية التعبير عن الرأي إلى وسيلة للتفاعل
والتواصل والمشاركة.
هذه
الثورة التقنية لم تأذن فقط بولوج العالم إلى عصر المشاركة وقرب نهاية عصر الرقابة
والتحكم بالمعلومات، ولكنها أذنت أيضاً بثورة من نوع آخر، ثورة سياسية ضد كافة
أشكال التحكم والتسلط والاستبداد.
إن
المشاركة هي مفهوم يعكس في بعض أبعاده التمرد ورفض كثير من الأوضاع القائمة التي
تستند إلى مبدأ التسلط في كثير من جوانب الحياة ابتداءً من التنظيم العائلي في
كثير من المجتمعات إلى علاقات العمل في المجال الاقتصادي، إلى البعد الإنساني في
النظم السياسية التسلطية، وغير ذلك من الأوضاع التي تركز سلطة اتخاذ القرارات
المؤثرة في حياة ومصير الآخرين في أيدي
فئة محدودة من الأشخاص.
هذه
التطورات في وسائل الإعلام الجديد وتحولها إلى حقل للمشاركة يقود بالضرورة للحديث عن الثورات العربية
الأخيرة التي تجسد فيها مفهوم المشاركة كأحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في إسقاط
ثلاث أنظمة عربية خلال الثمان أشهر الأولى من عام 2011م وهي أنظمة الحكم في تونس
ومصر وليبيا والتي استمر رؤسائها المخلوعين في الحكم على التوالي: 23 سنة و30 سنة وأخيراً الرئيس الليبي معمر القذافي والذي
حكم ليبيا 42 سنة حتى هروبه وسيطرة الثوار على مقر إقامته في باب العزيزية يوم 23
أغسطس 2011م.( المحارب، 2012، 20).
العوامل
الرئيسية وراء ظهور الإعلام الجديد:
إن
وراء ظاهرة الإعلام الجديد عوامل تقنية واقتصادية وسياسية يمكن تلخيصها فيما يأتي:
1- العامل التقني المتمثل في التقدم الهائل
في تكنولوجيا الكمبيوتر: تجهيزاته وبرمجياته، وتكنولوجيا الاتصالات ولا سيما
ما يتعلق بالأقمار الصناعية وشبكات الألياف الضوئية. فقد اندمجت هذه العناصر
التكنولوجية في توليفات اتصالية عدة إلى أن أفرزت شبكة الشابكة (الإنترنت) التي
تشكل حالياً لكي تصبح وسيطاً يطوي بداخله جميع وسائط
الاتصال الأخرى: المطبوعة والمسموعة والمرئية، وكذلك الجماهيرية والشخصية. وقد
انعكس أثر هذه التطورات التكنولوجية على جميع قنوات الإعلام: صحافة وإذاعة وتلفاز،
وانعكس كذلك وهو الأخطر على طبيعة
العلاقات التي تربط بين منتج الرسالة الإعلامية وموزعها ومتلقيها. فقد انكمش
العالم مكاناً وزماناً وسقطت الحواجز بين البعيد والقريب، وكادت تكنولوجيا الواقع
الخيالي أن تسقط الحاجز بين الواقعي والوهمي وبين الحاضر والغائب وبين الاتصال مع
كائنات الواقع الفعلي والكائنات الرمزية التي تقطن فضاء المعلومات.
2- العامل الاقتصادي المتمثل
في عولمة الاقتصاد وما يتطلبه من إسراع حركة السلع ورؤوس الأموال وهو ما يتطلب
بدوره الإسراع في تدفق المعلومات. وليس هذا لمجرد كون المعلومات قاسماً مشتركاً
يدعم جميع النشاطات الاقتصادية دون استثناء، بل لكونها أي المعلومات
سلعة اقتصادية في حد ذاتها تتعاظم أهميتها يوماً بعد يوم. بقول آخر، إن
عولمة نظم الإعلام والاتصال هي وسيلة القوى الاقتصادية لعولمة الأسواق وتنمية
النزعات الاستهلاكية من جانب، وتوزيع سلع صناعة الثقافة من موسيقى وألعاب وبرامج
تلفازية من جانب آخر.
3- العامل السياسي المتمثل في الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام من قبل القوى السياسية
بهدف إحكام قبضتها على سير الأمور والمحافظة على استقرار موازين القوى في عالم
شديد الاضطراب زاخر بالصراعات والتناقضات، وقد تداخلت هذه العوامل التقنية
والاقتصادية والسياسية بصورة غير مسبوقة، جاعلة من الإعلام الجديد قضية شائكة
جداً، وساحة ساخنة للصراعات العالمية والإقليمية والمحلية.( شيخاني، 2010، 443).
ومع
تطور تقنيات الإعلام الجديد، اكتسبت ظاهرة المدونات " البلوجز " زخما
كبيرا، وأحدثت ردود فعل عديدة على المستويين الرسمي والشعبي، كما أثارت جدلا
مستمرا بين المعنيين من السياسيين والإعلاميين والأكاديميين والمختصين والمهتمين
باعتبارها " صحافة بديلة " أو أنها منفذ جديد للتعبير الحر دون
رقابة، كما أثارت نوعاً من الشك في أن تكون سببًا في التفتيت وإثارة النعرات
الطائفية ( أبو شنب).
تعريفات
الإعلام الجديد:
الإعلام
الجديد New Media أو الإعلام الرقمي Digital
Media
هو مصطلح يضم كافة تقنيات الاتصال والمعلومات الرقمية التي جعلت من الممكن إنتاج
ونشر واستهلاك وتبادل المعلومات التي نريدها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي
نريده من خلال الأجهزة الالكترونية (الوسائط) المتصلة أو غير المتصلة بالإنترنت،
والتفاعل مع المستخدمين الآخرين كائناً من كانوا وأينما كانوا.
هناك تعريفات أخرى
مختلفة منها تعريف مجلة بي سي للإعلام الجديد بأنه: "أشكال التواصل في
العالم الرقمي والتي تضمن النشر على الأقراص المدمجة وأقراص الدي في دي وبشكل أكثر
أهمية على شبكة الإنترنت.
موسوعة ويب أوبيديا
من ناحية أخرى تعرف الإعلام الجديد بأنه: "مصطلح يضم أشكال التواصل
الإلكتروني المختلفة والتي أصبحت ممكنة من خلال استخدام تقنيات الحاسب الآلي.
وبالنظر إلى علاقة هذا المصطلح بوسائل الإعلام القديم مثل الصحف المطبوعة والمجلات
والتي تتسم بسكون نصوصها ورسوماتها.( كاتب، 2011، 6).
إن
الإعلام الجديد هو المرحلة الأكثر تطوراً -حتى الآن- على الصعيد التقني، وكل ما
أضافه من مزايا عائد إلى استغلال التطور التقني ليس إلا. من حيث قدرته على ردم
الفجوة المعلوماتية من خلال إتاحة المعلومة والرأي على نطاق أوسع وبكفاءة أعلى،
باستثمار الوسائل الاتصالية الحديثة.( المحارب، 2012، 4).
الإعلام
الجديد "الإطار القلق": حيث يوجد في
هذا المفهوم رؤيتين: الأولى هي الإعلام الجديد بوصفه بديلاً للإعلام التقليدي،
والثانية هي الإعلام الجديد بوصفه تطوراً لنظيره التقليدي.
الإعلام
الجديد بوصفه بديلاً يمثل استقلالاً عن
المسيطر، ليس الغربي فحسب، وإنما المحلي كذلك. وبعبارة ثانية، تعتبر هذه الرؤية أن
الإعلام الجديد هو إعلام يتجاوز سيطرة المؤسسة الإعلامية التقليدية، المحكومة
بدرجة عالية من الهيمنة السياسية أو الاقتصادية، لتستثمر التطور التقني الراهن
لصالح إعلام متحرر، يعبّر عن الأفراد، والجماعات الصغيرة المهمشة (
صلاح، 2009، 40).
وتفترض
أن وسائل الإعلام الجديد تكتسب مبررها الأساسي من تواضع مصداقية وسائل الإعلام
التقليدية، التي تمثل نظاماً فرعياً يتأثر بانحيازه إلى القوى المسيطرة ( عبد الحميد، 2009، 12).
ويعرف
قاموس التكنولوجيا الرفيعة
High-Tech Dictionary الإعلام الجديد
بشكل مختصر ويصفه بأنه " اندماج الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط
المتعددة " . وبحسب ليستر
Lester :" الإعلام الجديد باختصار هو مجموعة تكنولوجيات
الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكومبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام,
الطباعة والتصوير الفوتغرافي والصوت والفيديو".
ويعرف قاموس الانترنت الموجز Condensed Net Glossary تعبير
الإعلام الجديد بأنه يشير إلى: " أجهزة الإعلام الرقمية عموما، أو صناعة
الصحافة على الإنترنت، وفي أحيان يتضمن التعريف إشارة لأجهزة الإعلام القديمة, وهو
هنا تعبير غير انتقاصي يستخدم أيضًا لوصف نظم إعلام تقليدية جديدة : الطباعة،
التلفزيون، الراديو، والسينما.
ويعرفه جونز Jones الذي يقر أولاَ بعدم وجود إجابة وافية وقاطعة عن السؤال: ما هو الإعلام الجديد ؟ ويبني إجاباته على أن هذا الإعلام هو في مرحلة نشوء. " الإعلام الجديد هو مصطلح يستخدم لوصف أشكال من أنواع الاتصال الالكتروني أصبح ممكنا باستخدام الكومبيوتر كمقابل للإعلام القديم التي تشمل الصحافة المكتوبة من جرائد ومجلات والتلفزيون والردايو– إلى حد ما وغيرها من الوسائل الساكنة.
وتضع كلية شريديان التكنولوجية Sheridan تعريفا عمليا للإعلام الجديد بأنه : " كل أنواع الإعلام الرقمي الذي يقدم في شكل رقمي وتفاعلي، وهنالك حالتان تميزان الجديد من القديم حول الكيفية التي يتم بها بث مادة الإعلام الجديد والكيفية التي يتم من خلالها الوصول الى خدماته , فهو يعتمد على اندماج النص والصورة والفيديو والصوت , فضلا عن استخدام الكومبيوتر كآلية رئيسة له في عملية الإنتاج والعرض , أما التفاعلية فهي تمثل الفارق الرئيس الذي يميزه وهي أهم سماته.
من خلال مجموعة التعريفات المختلفة يبدو للباحث استحالة وضع تعريف شامل عن الإعلام الجديد, لعدة أسباب, تبدأ بأن هذا الإعلام هو في واقع الأمر يمثل مرحلة انتقالية من ناحية الوسائل والتطبيقات والخصائص التي لم تتبلور بشكل كامل وواضح، فهي ما زالت في حالة تطور سريع, وما يبدو اليوم جديداً يصبح قديما في اليوم التالي.
ومن جملة
التعريفات السابقة يمكن القول أن الإعلام الجديد
يشير إلى حالة من التنوع في الأشكال والتكنولوجيا والخصائص التي حملتها الوسائل
المستحدثة عن التقليدية خاصة فيما يتعلق بإعلاء حالات الفردية Individuality والتخصيص
Customization وهما
تأتيان نتيجة لميزة رئيسة هي التفاعلية.( عباس، 2007).
أما تعريف البهبهاني والبرغوثي: إن الإعلام الجديد: عملية
عرض العالم الجديد بكل أبعاده العقلية والسياسية والاقتصادية من دون حاجات إلى
عبارات مثل أصبح الإعلام حاجة حيوية للكيانات الجماعية والمجتمعات، ذلك أن الإعلام
لم يصبح كذلك، بل كان كذلك منذ كان، أما تقنيات بثه واستيداعه واسترجاعه فهي
تطورات مادية جاءت ضمن سياق التطور الإنساني الذي يجعل كماليات اليوم ضروريات الغد
(البرغوثي، البهبهاني، 2004، 31)،
وهناك
مصطلح حديث، يتضاد مع الإعلام التقليدي، لكون
الإعلام الجديد لم يَعُد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميون، بل أصبح متاحًا لجميع
شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه، واستخدامه، والاستفادة منه طالما تمكَّنوا
وأجادوا أدواته.
ولا
يوجد تعريف علمي محدد حتى حينه، يحدد مفهوم الإعلام الجديد بدقة، إلا أن للإعلام
الجديد مرادفات عدة؛ ومنها:
- الإعلام البديل.
- الإعلام الاجتماعي.
- صحافة المواطن.
- مواقع التواصل الاجتماعي. (
الألوكة، 2012).
خصائص
الإعلام الجديد:
يرى
الدكتور سامي زهران، أن الإعلام الجديد هو إعلام ديناميكي تفاعلي يجمع بين النص والصوت
والصورة، وحدد أبرز خصائص هذا الإعلام الجديد مشيراً إلى أن أبرز خواصه هي:
1- التفاعل بين المصدر والمتلقي فهو يتيح
فرصة التعليق والنقد.
2- تحوّل المتلقّي إلى ناشر يستطيع أن ينشر ما يريد.
3- إعلام متعدد الوسائط حيث يستعين بالصورة والكلمة
ومقاطع الفيديو في الوقت نفسه.
4- اندماجه مع مخرجات الإعلام التقليدي واستيعابه
لها.
5- سهولة الاستخدام فهو متاح للجميع وفي متناول
أيديهم عبر أجهزة الحاسوب الشخصية أو أجهزة الجوال التي في أيديهم.
(الغامدي، 2012، 12).
سمات
الإعلام الجديد:
مع
أن الإعلام الجديد يتشابه مع الإعلام القديم في بعض جوانبه، إلا أنه يتميز عنه بالعديد
من السمات التي يمكن إيجازها بما يأتي:
1- التحول من النظام التماثلي إلى النظام
الرقمي.
2- التفاعلية:
وتطلق هذه السمة على الدرجة التي يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثير في أدوار
الآخرين وباستطاعتهم تبادلها، ويطلق على ممارستهم الممارسة المتبادلة أو التفاعلية.
3- تفتيت الاتصال: وتعني أن الرسالة
الاتصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى جماعة معينة وليس إلى جماهير
ضخمة كما كان في الماضي. وتعني أيضاً درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة
مباشرة من منتج الرسالة إلى مستهلكها.
4- اللاتزامنية
وتعني إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد المستخدم، ولا تتطلب
من المشاركين كّلهم أن يستخدموا النظام في الوقت نفسه.
5- الحركية:
تتجه وسائل الاتصال الجديدة إلى صغر الحجم مع إمكانية الاستفادة منها في الاتصال
من أي مكان إلى آخر في أثناء تحرك مستخدمها، ومثال هذا أجهزة التلفاز ذات الشاشة
الصغيرة التي يمكن استخدامها في السيارة مثلاً أو الطائرة.
6- قابلية التحويل:
وهي قدرة وسائل الاتصال على نقل المعلومات من وسيط إلى آخر، كالتقنيات التي يمكنها
تحويل الرسالة المسموعة إلى رسالة مطبوعة وبالعكس .
7- قابلية التوصيل:
تعني إمكانية توصيل الأجهزة الاتصالية بأنواع كثيرة من أجهزة أخرى وبغض النظر عن
الشركة الصانعة لها أو البلد الذي تم فيه الصنع . ومثال على ذلك توصيلDVD جهاز التلفاز
بجهاز الفيديو.
8- الشيوع والانتشار:
ويعني به الانتشار المنهجي لنظام وسائل الاتصال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات
المجتمع.
9- الكونية:
البيئة الأساسية الجديدة لوسائل الاتصال هي بيئة عالمية دولية حتى تستطيع المعلومات
أن تتبع المسارات المعقدة. ( شيخاني، 2010،
448).
مميزات
الإعلام الجديد:
يتميز
الإعلام الجديد بأنه إعلام متعدد الوسائط المعلومات يتم عرضها في شكل مزيج من النص
والصورة والفيديو؛ مما يجعل المعلومة أكثر قوة وتأثيراً، هذه المعلومات هي معلومات
رقمية يتم إعدادها وتخزينها وتعديلها ونقلها بشكل إلكتروني، كما ويتميز الإعلام
الجديد أيضاً بتنوع وسائله وسهولة استخدامها (
شيخاني، 2010، 443).
وتتمثل
مميزاته في دمجه للوسائل المختلفة القديمة والمستحدثة في مكان واحد, على منصة
الكومبيوتر وشبكاته, وما ينتج عن ذلك الاندماج من تغيير انقلابي للنموذج الاتصالي
الموروث بما يسمح للفرد العادي إيصال رسالته إلى من يريد في الوقت إلي يريد بطريقة
واسعة الاتجاهات وليس من أعلى إلى أسفل وفق النموذج الاتصالي التقليدي، فضلاً عن
تبني هذا الإعلام للتكنولوجيا الرقمية وحالات التفاعلية والتشعبية وتطبيقات الواقع
الافتراضي وتعددية الوسائط وتحقيقه لميزات الفردية والتخصيص وتجاوزه لمفهوم الدولة
الوطنية والحدود الدولية ( صادق، 2007).
ومن
أهم مميزات الإعلام الجديد:
1. تكنولوجيا الإعلام الجديد غيرت أيضاً
بشكل أساسي من أنماط السلوك الخاصة بوسائل الاتصال من حيث تطلبها لدرجة عالية من
الانتباه فالمستخدم يجب أن يقوم بعمل فاعل (active) يختار فيه
المحتوى الذي يريد الحصول عليه.
2. تكنولوجيا الإعلام الجديد أدت أيضاً إلى
اندماج وسائل الإعلام المختلفة والتي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل
منها بالأخرى بشكل ألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل.
3. جعلت من حرية الإعلام حقيقة لا مفر منها.
فالشبكة العنكبوتية العالمية مثلا جعلت بإمكان أي شخص لديه ارتباط بالإنترنت أن
يصبح ناشراً وأن يوصل رسالته إلى جميع أنحاء العالم بتكلفة لا تذكر.
4. الإعلام الجديد هو إعلام متعدد الوسائط
حيث أنه أحدث ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي الذي يتضمن على مزيج من النصوص
والصور وملفات الصوت ولقطات الفيديو. هذا المحتوى متعدد الوسائط انتشر بشكل هائل
خلال السنوات الماضية بشكل خاص عبر ما يعرف بصحافة المواطن وكان له تأثيرات
اجتماعية وسياسية وتجارية كبيرة تستلزم التدبر والدراسة.
5. تفتيت الجماهير: ويقصد بذلك زيادة وتعدد
الخيارات أمام مستهلكي وسائل الإعلام والذين أصبح وقتهم موزعاً بين العديد من
الوسائل مثل المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية
وألعاب الفيديو الالكترونية بجانب الوسائل التقليدية من صحف وإذاعة وتلفزيون.
6. غياب التزامنية: ويقصد به عدم الحاجة
لوجود المرسل والمتلقي في نفس الوقت، فالمتلقي بإمكانه الحصول على المحتوى في أي
وقت يريده.
7. الانتشار وعالمية الوصول: ويقصد
بالانتشار شيوعه ووصوله إلى جميع شرائح المجتمع تقريبا، إضافة إلى عالميته وقدرته
على تجاوز الحدود الجغرافية.
8.
قابلية
التواصل بصرف النظر عن مواصفات ومقاييس المنشئ للمحتوى (كاتب،
2011).
أقسام الإعلام الجديد:
يمكن
تقسيم الإعلام الجديد إلى الأقسام الأربعة الآتية:
1-
الإعلام الجديد
القائم على شبكة الانترنت
Online وتطبيقاتها,
وهو جديد كلياً بصفات, وميزات غير مسبوقة, وهو ينمو بسرعة وتتوالد عنه مجوعة من
تطبيقات لا حصر لها
.
2-
الإعلام الجديد
القائم على الأجهزة المحمولة، بما في ذلك أجهزة قراءة الكتب والصحف، وهو أيضا ينمو
بسرعة وتنشأ منه أنوع جديدة من التطبيقات على الأدوات المحمولة المختلفة ومنها أجهزة
الهاتف والمساعدات الرقمية الشخصية وغيرها.
3-
نوع قائم على
منصة الوسائل التقليدية مثل الراديو والتلفزيون التي أضيفت إليها ميزات جديدة مثل التفاعلية
والرقمية والاستجابة للطلب.
4- الإعلام الجديد القائم على منصة
الكومبيوتر
ويتم
تداول هذا النوع إما شبكياً أو بوسائل الحفظ المختلفة
مثل الاسطوانات الضوئية, وما إليها ويشمل العروض البصرية والعاب الفيديو والكتب
الالكترونية وغيرها (
صادق، 2007).
أنماط الإعلام الجديد وأشكاله:
تتمايز
أنواع الإعلام الجديد تبعاً لآلية إنتاج المحتوى ومحددات عرضه، إلا أنها في مجملها
تحتفظ بسماتها التشاركية والتفاعلية، وهو يأخذ ثلاثة أشكال:
1.
سجل اجتماعي.
2.
تدوين مصغر.
3.
مشاركة
المحتوى.
ومن
أهم أنماط الإعلام الجديد (Blogging،
Facebook، Twitter، Googl+، YouTube,wikki ) ( شيرين خليفة، 2012)
وظائف الأعلام الجديد:
ويمكن
استنباط العديد من الوظائف للإعلام الجديد وهي على النحو التالي:
1- سرعة نقل المعلومة وعدم التأخر فيها مع
وضوح ذكر مصدرها.
2- وضوح المعلومة أو الخبر المنوي نقله دون
لَبس، ولكن بنفس الوقت دون إطالة مملة فنحن الآن نحيا في عصر السرعة.
3- احترام مبدأ وجود الآخر في عصر أصبح
الآخر موجودًا فيه في كل مكان، وهذا يشمل التوقف عن أشكال الإعلام القديم المنحاز
بشكل أعمى ممجدًا الأشخاص والهيئات بطريقة منفرة جدًّا.
4- إتاحة الفرصة للجمهور لإبداء الرأي فيما يعرف
بالبث المتبادل. ( الألوكة، 2013).
مساوئ الإعلام
الجديد:
وتتمثل
مساوئ الإعلام الجديد في عدم تمحيص المواد المنشورة، وعدم الثقة بالإخبار والمواد
الموجودة. حيث إن أهم تحديين يواجههما الإعلام الجديد هما جودة المحتوى والتكنولوجيا
التي يمكن بها عرض هذا المحتوى ( زهران، 12).
وأما
عن أشكال المخاطر الأمنية المتأتية عن الإعلام الجديد فهي: مخاطر متعلقة بالفكر
الإرهابي ونشر ثقافة العنف، مخاطر متعلقة بإشاعة الفوضى ونشر ثقافة إسقاط الأنظمة، مخاطر متعلقة بإثارة النعرات الطائفية والعنصرية،
ومخاطر
متعلقة بالجريمة الجنائية الرقمية (
عبد العزيز، 23).
ومن سلبيات
الإعلام الجديد أيضاً:
1-
انتحال الشخصية.
2-
الذم والتحقير والإهانة
عبر الشبكة.
3- النصب والاحتيال في المعلوماتية.
4-
انتهاك البيانات
الشخصية الإلكترونية.
5-
التحرش
والمضايقة عبر برامج أنشطة الاعتداء علي الخصوصية وهي تتعلق بجرائم الاختراق .
6-
تشكل أحد وسائل
غسيل الأموال.
7-
تتيح تشكيل
منصات مواقع إلكترونية إباحية.
8-
سهولة إخفاء
معالم الجريمة الإلكترونية وصعوبة تتبع مرتكبيها.
9-
غيرت من أنماط
الحياة في المجتمع الشرقي. ( شيرين خليفة،2012 )
إيجابيات الإعلام
الجديد:
حققت
وسائل الإعلام الاجتماعية إيجابيات ربما لم تستطع أن تقدمها وسائل الإعلام
التقليدية بسبب محدودية الوسيلة والتفاعلية، ومنها:
1-
لا يتطلب
تكاليف مادية كبير (جهاز كمبيوتر، وخط إنترنت).
2-
أعطى الناس
فرصة للتعبير عن أنفسهم وتقديم تقرير عن عالم كان لا يمكن تصوره حتى وقت قريب جدا.
1-
انتشار وجهات
النظر مختلفة وحقائق منعت من قبل.
2-
جعلت الناس
أكثر ثقة في استخدام التكنولوجيا.
5-
مساعدة الأفراد
الذين يفتقرون إلى الثقة في بناء العلاقات الاجتماعية المباشرة، ليشرع بمقابلة
الأصدقاء والاتصالات عن بعد.
6-
عزز التضامن
بين الجماعات وأصحاب القضايا المشتركة.
7-
ساعد على
التغلب على "طغيان المسافة" في مجال الاتصالات، على سبيل المثال: المغتربين
وأهليهم.
8-
يساعد الصحفيين
في معرفة اتجاهات الرأي العام.
9-
ساعد القوى
وحركات التحرر على التواصل واستخدمه كمنصة إخبارية في البلدان السلطوية.
10-
أدوات الإعلام
الاجتماعي على حد سواء تنوعا ومرونة.
11-
تمكن أي فرد من
إنشاء المحتوى الخاص به ومشاركته مع الآخرين بسهولة.
12-
تقوم بوظائف
الإعلام (الإخبار، الترفيه، التسويق. ( شيرين خليفة، 2012 )
الفرق بين
الإعلام التقليدي والجديد:
ويختلف
فيها كل من الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي في كل من:
1.
الإعلام الجديد هو إعلام حر، خال من القيود والرقابة، على عكس الإعلام التقليدي،
حيث بإمكان الجميع نشر أفكارهم، والتعبير عن آرائهم بحرية مطلقة.
2.
أصبح الإعلام التقليدي في وقتنا الحالي، يعتمد بدرجة أكبر على الإعلام الجديد،
لصعوبة الوصول إلى أماكن الحدث، ونقاط التوتر حول العالم، حيث أنه أكثر أمانا
لرجال الإعلام، وخير مثال ثورات الربيع العربي.
3.
ظهر نوع جديد من الإعلاميين، يمكن تسميتهم “بالإعلاميين الجدد”، وهم مستخدمو وسائل
التواصل الاجتماعية الذين أثبتوا استحقاقهم لهذا المنصب، عن طريق تغطيتهم لمجريات
الأحداث حول العالم وبؤر التوتر، رغم ما يشوب هذه التغطية من نقائص، يمكن أن تتحسن
في القريب العاجل مع العمل المتواصل.
4.
يشهد الإعلام الجديد نشاطا اقتصاديًا غير مسبوق، وطفرة نوعية مع ازدياد الطلب
والحاجة إلى مواده الإخبارية.
5.
يشهد سوق الإعلام اليوم سباقا محموما بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد،
المنافس رقم واحد للإعلام التقليدي، من خلال السبق الإخباري، حيث تشير الإحصائيات
إلى تفوق هذا الأخير.
6.
يوفر الإعلام التقليدي أرضية خصبة للإعلام الجديد، عن طريق التسويق، فلولا الدعم
والتشجيع الذي حظي به الإعلام الجديد من طرف الإعلام التقليدي، لما ظهر هذا الأخير
إلى العلن.
7.
ساهمت الطفرة النوعية في أعداد مستخدمي الإنترنت، أو المتصفحين اليوميين، في توفير
أرضية صلبة للإعلام الجديد.
8.
يبقى الإعلام الجديد بحاجة إلى التطوير والتحديث، من خلال تحسين المضمون، والبحث
عن طرق أفضل للتسويق. ويبقى التكامل بين النوعين، الخيار الأمثل للنجاح في عالم
ينقسم إلى افتراضي وواقعي ( الغامدي، 2012).
المراجع:
1- أبو شنب، حسين،
محاضرة بعنوان الإعلام التفاعلي.
2- الألوكة (2012)، ملخص بحث: الإعلام الجديد
ما له وما عليه، رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Publications_Competitions/0/54838/#ixzz2fc3Sguuj.
3- البرغوثي، بشير، البهبهاني، يعقوب
(2004): النظام الإعلامي الجديد، ط2، دار رؤى للنشر والتوزيع، عمان.
4- الغامدي، فينان عبد الله، (2012):
التوافق والتنافر بين الإعلام التقليدي والإعلام الإلكتروني، ورقة بحثية مقدمة إلى ندوة الإعلام والأمن الإلكتروني،
جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمني20ة.
5- المحارب، سعد بن محارب ( 2012): الإعلام
الجديد التحديات النظرية والتطبيقية، الإعلام الجديد أولوية الوسيلة، ورقة مقدمة
في المنتدى السادس للجمعية السعودية للإعلام والاتصال، جامعة الملك سعود، الرياض
6- بيلي،
اولجا جوديس، وبارت كاميرتس، ونيكوكاربنتيير، ترجمة: علا احمد صلاح (2009): فهم الإعلام البديل، ط1، مجموعة النيل العربية،
القاهرة، مصر.
7- خليفة، شيرين ( 2012): الإعلام الجديد،
ورقة بحثية في مساق الصحافة الإلكترونية، الجامعة الإسلامية.
8- زهران،
سامي، محاضرة بعنوان "ثورة الإعلام الجديد"، نادي القصيم الأدبي بالتعاون مع كرسي صحيفة
الجزيرة.
9- شيخاني، سميرة ( 2010): الإعلام الجديد
في عصر المعلومات، مجلة دمشق – المجلد 26،
العدد الأول.
10-
صادق،
عباس ( 2007): الإعلام الجديد دراسة في
مداخله النظرية وخصائصه العامة.
11-
عاشور،
نقاط التماس بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي ، مقالة على الكترونية على -
موقع :
http://www.arageek.com/2012/01/14/new-media-vs-old-media.html
12-
عبد
العزيز، فهد، الإعلام الرقمي أدوات تواصل متنوعة ومخاطر أمنية متعددة
13-
عبد الحميد، محمد (2009م): المدونات: الإعلام
البديل، عالم الكتب، (الطبعة الأولى).
14-
كاتب،
سعود صالح (2011): الإعلام الجديد وقضايا المجتمع، المؤتمر العالمي الثاني للإعلام
الإسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، جدة.
شكرررا جزاك الله خير ويسهل عليك مثل ماسهلتي علي ^_^
ردحذفشكرا على الافادة
ردحذفشكرا على الافادة
ردحذفشكرا جدا جدا شكرا كان عندي بحث بالاعلام واخذت المعلومات الكافية منك
ردحذفهذا كتاب ولا مجلة ولا ايش
حذفبارك الله في علمك
ردحذفموضوع شيق
ردحذفجزاك الله خيرا استاذة مها استفدت كثيرا مما تفضلتي ونسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك.
ردحذفالسلام احتاج معلومات حول بحث اشكال الاعلام الجديد فقط و شكرا
ردحذفشكرا جزييييلا فعلا استفدت من التقرير وأخدت منه معلومات قيمة
ردحذفشكرا
ردحذف