الأحد، 6 أكتوبر 2013

ماهية الصحافة الإستقصائية



شعار الجامعة
 
الجامعة الإسلامية- غزة
كليـــــــة الآداب
قسم الصحافة والإعـلام
الدراســات العليـــا


تقرير عن:
"ماهية الصحافــــة الاستقصائيـــة "
( ضمن مساق الصحافة الاستقصائية في برنامج ماجستير الصحافة )

إعداد:
مها فالح ساق الله

إشراف:
     د. حسن أبو حشيش

2013





مفهوم الاستقصاء في اللغة:

القصو: البعد ، والأقصى: الأبعد. ويقال: تقصاهم أي طلبهم واحداً واحداً.
ويتبين من مجمل هذه المعاني إن التقصي هو تتبع الأثر، وكان قص الأثر مهنة معروفة في العصر الجاهلي والعصور الأولى للحضارة الإسلامية، سيما وإن ظروف الحياة الاقتصادية والعسكرية تتطلب ذلك، فهناك من له القدرة على تتبع الهاربين، أو أثر الحيوانات والقوافل الضالة، وما زلنا نسمع بتشكيل لجان تقصي الحقائق التي عليها البحث عن حقيقة مشكلة ما بزيارة جميع الأماكن، والاستماع إلى شهادات جميع الأطراف في الموضوع. ( أبو حشيش، 2012).

مفهوم الصحافة الاستقصائية في الاصطلاح:

"إنها البحث والتنقيب حول قضية أو موضوع ما والبحث في عمقها، لمعرفة ما وراء المعلومات، فنشر خبر عن مؤتمر سيعقد في مكان ما ليس صحافة استقصائية، بل معرفة أسباب الانعقاد وملابساته، ومعرفة سبب عقده في هذه الأوقات والظروف المحيطة به هو التنقيب والاستقصاء" .
ويعرفها رئيس المركز الدولي للصحفيين بأنها:  "سلوك منهجي ومؤسساتي صرف، يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء حرصاً على الموضوعية والدقة وللتأكد من صحة الخبر، وما قد يخفيه انطلاقاً من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، والتزاما بدور الصحافة ككلب حراسة على السلوك الحكومي، وكوسيلة لمساءلة المسئولين ومحاسبتهم على أعمالهم، ووفقاً لمبادئ قوانين حق الاطلاع وحرية المعلومات.
والصحافة الاستقصائية تشمل كشف أمور خفية للجمهور، أمور إما أخفاها عمداً شخص ذو منصب في السلطة أو اختفت صدفة خلف ركام فوضوي من الحقائق والظروف التي أصبح من الصعب فهمها، وتتطلب استخدام مصادر معلومات ووثائق سرية وعلنية، وهي الصحافة القائمة على المعلومات والحقائق بإتباع أسلوب منهجي وموضوعي بهدف كشف المستور وإحداث تغيير للمنفعة العامة ( هنر، هاتسون، 2009، 17).
قالت المديرة التنفيذية لـ «إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية - أريج» رنا صباغ: «إن الصحافة الاستقصائية أفضل طريقة للوصول إلى قلب الحقيقة والخروج من دائرة التأثير المبرمج الذي يتم ضمن حلقات صناعة الإعلام وتمرير المعلومات». وأضافت أن «الصحافة الاستقصائية تكشف التجاوزات والممارسات الخاطئة وتُفعل مبدأ المحاسبة والمساءلة بما يؤدي مبدئيا إلى تصويب الأوضاع» ( الوسط، 2010).
ولا تنحصر الصحافة الاستقصائية فى محور أو محاور الأداء الحكومي فقط، بل تمتد إلى ما يهم الجمهور من قضايا صحية وبيئية وتعليمية، وقضايا حماية المستهلك، وتجار المخدرات وتجار الدعارة ومهربي الأدوية الفاسدة، وقضايا الجرائم الغامضة، وجرائم غسيل الأموال وغسيل السمعة لرجال الأعمال المنحرفين ( الخطيب، 2010).
التحقيقات الاستقصائية investigative journalism هي أعلى مراتب المهنية الإعلامية ولكن في نفس الوقت هي أصعبها.. والصحافة أو الإعلام الاستقصائي هو الذي يحدد قوة ومكانة الإعلام في أي مجتمع.. ويجسد التحقيق الاستقصائي دور السلطة الرابعة لوسائل الإعلام في المجتمعات،
أو ما يمكن تسميته بوظيفة المراقبة التي تنتهجها وسائل الإعلام في إطار من الاحترافية المطلوبة من مؤسسات الإعلام.
وحتى يتعرف جميع القراء على مفهوم الصحافة الاستقصائية يمكن أن نحيلهم إلى ما بثته قناة الجزيرة برنامج وثائقي بعنوان “ماذا قتل عرفات؟وفيه تشير الدلائل إلى أن قتله كان نتيجة إشعاعات من البولونيوم تم حقنها أو تغذيتها في جسد الرئيس ياسر عرفات، وثبت ذلك من خلال فحص عينات من ملابسه ومقتنياته الشخصية التي كانت تحتفظ بها زوجته سها عرفات منذ ثماني سنوات. وهذا النوع من التحقيقات هو ما نسميه بالصحافة أو الإعلام الاستقصائي... ( القرني، 2012).
بينما تعرف الصحافة الاستقصائية وفق كابلن أنها نهج منظّم لحدْس، يتطلّب الغوص في العمق، والبحث الفعلي الذي يقوم به الصحفي بنفسه، بالإضافة إلى التغطية الصحفية. يتناول طريقة علمية في البحث، معتمدة على وضع فرضية واختبار مدى صحتها، والتأكّد من الحقائق المحاطة بهذه الفرضية، ونبش الأسرار المغمورة، ووضع ركائز العدالة الاجتماعية والمساءلة، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط للتسجيلات المعلنة وعادةً ما تكون على شكل بيانات.
أشار كابلن نهايةً إلى اقتباس عن جوردانا جانكوفيك من مؤسسات المجتمع المفتوح، والذي من شأنه أن يلخّص هذه الممارسة الدقيقة: "أنت بحاجة لصحفيين قادرين على إيجاد الصلة وإيجاد العلاقة التي تربط بين الأحداث. أنت بحاجة للمصادر والموارد لإيجاد وفضح ما هو غير مكشوف عن قصد." ( شبكة الصحفيين الدوليين).
ليست الصحافة الاستقصائية تغطية عادية لخبر ما، فهي كشف أمور خفية للجمهور إما أخفاها عمدا شخص ذو منصب في السلطة، أو اختفت صدفة خلف رُكام فوضوي من الحقائق والظروف التي أصبح من الصعب فهمها، وتتطلب استخدام مصادر معلومات ووثائق سرية وعلنية.
"تغطية المشروع" أو الصحافة الاستقصائية ليسا فقط الاسمين اللذين يطلقان على هذا النوع من الصحافة، فأحيانا يتم استخدام مصطلح "تغطية القضايا المتعلقة بالخدمات العامة" بالتبادل مع مصطلح "الصحافة الاستقصائية" فتقارير القضايا المتعلقة بالخدمات العامة تقارير استقصائية بطبيعتها حيث إنها تتطلب البحث العميق للوصول إلى نتائج تهم وتؤثر على المجتمع، وكذلك فإن الصحافة الاستقصائية دائماً تخدم الجمهور من خلال الكشف عن معلومات هامة.
ويمكن القول هنا بان الصحافة الاستقصائية هي ذلك النوع من الصحافة الأكثر إرضاءً وإثارة وهي أيضاً الأكثر تطلبا فيما يتعلق بالوقت والعمل الجاد، وغالبا ما تتمخض التقارير الإخبارية عن تغييرات حقيقية تؤثر على حياة الناس والتي قد تشتمل في بعض الأحيان على تعديل للقوانين وتقديم المعتدين إلى العدالة وتصحيح أخطاء.( مدونة أنا حُرة، 2013).
وبشكل عام رغم أن هناك شبه اتفاق على عدم وجود تعريف موحد لها، إلا أنه هناك إجماع على بعض الملامح والمبادئ العامة التي تنهض بها الصحافة الاستقصائية وهي:
-        البحث في العمق في المسائل الخطيرة والتي تؤثر على المصلحة العامة.
-        المؤسسة الصحفية هي التي تأخذ على عاتقها البحث والكشف عن بعض الحقائق السرية أو المخفية والتي يعتقد أن هناك أناس لا يريدون الكشف عنها.
-        إنها عملية طويلة تحتاج للتخطيط والبحث والتنقيب في المعلومات والتأكد من صحتها عن طريق المصادر المختلفة.
-        استخدام المهارات للبحث والاستجواب مع المصادر المختلفة.
-        يجب أن تبتعد عن المصالح الخاصة لتحوز ثقة الجمهور.
-        عادة ما يكون للصحافة الاستقصائية آلية معينة في نشر معلوماتها وتوضيحها للجمهور( أبو حشيش، 2012).

لمحة تاريخية عن الصحافة الاستقصائية:

صحافة التقصي أو الاستقصاء أو العمق هي مصطلح عمره يزيد على نصف قرن في دول العالم المتقدم، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وهو يعني: (سبر أغوار الظواهر المجتمعية المختلفة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ومحاولة الوصول إلى عُمقها عن طريق الاستبيان أو دراسة البيانات المتوفرة أو التحقيقات الجنائية أو الحسابية.( مركز الباحث العلمي).
وقد ظهرت الصحافة الاستقصائية مع بداية تطور مفهوم ودور الصحافة في المجتمع واتجاهها في الإبراز والتركيز والتحري عن قضايا معينة تحدث في المجتمع، خاصة جوانب الانحراف والفساد ونتيجة لذلك سمي محررو هذا اللون بالمنقبين عن الفساد، وقد أطلق هذا الاسم على مجموعة من الصحفيين الذي قادوا حملات صحفية مهمة ضد الفساد، واعتمد هؤلاء الملقبون بالمنقبين عن الفساد في حركتهم الصحفية على نشر التحقيقات الصحفية الكاشفة المبنية على وثائق رسمية وخاضعة لمراقبة الخبراء. ( أبو حشيش ).
وبرزت حركة المنقبين عن الفساد كقوة مهمة عام 1906، وقد تأسس اتحاد المندوبين والمحررين الاستقصائيين في أمريكا عام 1976 كجماعة صحفية لا تهدف إلى الربح، حيث تأسس الاتحاد على يد مجموعة من المحررين الاستقصائيين بهدف تشجيع الصحافة الاستقصائية وتنميتها ( أبو حشيش).
وقد أطُلق هذا الاسم على مجموعة الصحفيين الذين قادوا حملات صحيفة مهمة ضد الفساد خاصة عام 1901، حين أدى التوسع الصناعي السريع بعد الحرب الأهلية إلى الكثير من أنواع الظلم وكانت الاحتكارات موضع قلق عام، ورأى فيها بعض المراقبين تحالفا غير سديد بين التجارة والسياسة ( عبد الباقي، 2010).
واعتمد الصحفيين الملقبين بالمنقبين عن الفساد في حركتهم الصحفية على نشر التحقيقات الصحفية الكاشفة المبنية على وثائق رسمية وخاضعة لمراقبة الخبراء، وبرزت حركة المنقبين عن الفساد كقوة مهمة عام 1906، ثم بلغت قمة النجاح عام 1911 ، ثم تبددت عام 1912 حيث بدأ الجمهور يبتعد عنها، وكذلك تعرضت الصحف لكثرة الضغوط المالية، مما أدى إلى اختفاء هذا اللون من الصحافة. ( عبد الباقي، 2010)
وتستخدم الصحافة الاستقصائية الآن بشكل متسع في مجالات كشف الفساد في المجتمع وتقديم الرؤية الاستقصائية الشاملة التي لا تستطيع أن تقدمها وسائل الإعلام الأخرى، وقد صاحب هذا نمو متزايد في توظيف الحاسبات الالكترونية لأغراض تصنيف المعلومات والبيانات الكثيرة التي يحصل المحررون الإستقصائيون عليها، وتحليلها بشكل يساعدهم على الوصول إلى خلاصات كمية دقيقة ( نقابة الصحافيين الموريتانيين، 2010)
وقد أصبحت اليوم المنافسة قوية على الصحافة الاستقصائية، في جميع الصحف الأمريكية الكبرى والصغرى التي يوجد بها أقسام وفرق عمل استقصائي، بل عن بعض الوكالات الصحفية الكبرى مثل وكالة "اسوشيتدبرس" التي استحدثت مؤخراً قسماً خاصاً بالتحقيقات الاستقصائية.

ويرجع إلى هذا النوع من الصحافة الفضل في العديد من الإصلاحات التي تمت في المجتمع الغربي، حيث مع مطلع السبعينيات من القرن العشرين بدأت الصحف الأمريكية بشكل متزايد في تشجيع المحررين ذوى الخبرة على التحرر من القصص الروتينية حتى يستطيعوا معالجة القضايا والموضوعات ذات المغذى التي تتطلب وقتا أكثر وخبرة، حيث لعب المراسلون أدوارا حاسمة في كشف ما يُعرف فيما بعد بأخطر فضيحة في فترة ما بعد الحرب الثانية حيث تابع الصحفيون في واشنطن قرائن خلفتها سرقة في مبنى للمكاتب في "ووترجيت" وواصلوا تحرياتهم إلى أن أوصلتهم تحرياتهم إلى البيت الأبيض، وقد دفعت التقارير الإخبارية الخاصة بالسرقة، الكونجرس الأمريكي إلى بدء تحقيقات أدت في نهاية الأمر إلى استقالة الرئيس الأمريكي،"ريتشارد نيكسون"من منصبه بعد إدانته هو وكبار معاوينه عام1974، وأشهر المحررين الذين قاموا بالتغطية الاستقصائية، كلا من Bbwood ,Ward Cary Bernstein , بجريدة الـ Washington Post.
وقد انتشرت الصحافة الاستقصائية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة السبعينات من القرن العشرين لأسباب متعددة منها: الدعم المالي الذي حصلت عليه الصحافة في أوائل السبعينات، إذا كان التخطيط لذلك قد بدأ منذ عام 1968 بشكل غير منتظم، وأصبح هناك منظمة أو صندوق مستقل هو Fund Of Investigative Journalism، يموله المؤسسات والأفراد، وقد نجح هذا الصندوق في تمويل أكثر من 60 مشروع تغطية استقصائية خلال الفترة من سبتمبر عام 1971 وحتى سبتمبر 1973، كشفت عن أوجه نشاط قابلة للمناقشة تتصل بالأوضاع المريبة في النشاط الاقتصادي والحياة السياسية، وعن فساد الحكومة.
وفى عام 1976 تأسس اتحاد المندوبين والمحررين الاستقصائيين " IRE" Investigative Reporters & Editors كجماعة صحفية لا تهدف إلى الربح، وذلك على يد مجموعة من المحررين الاستقصائيين بهدف تشجيع الصحافة الاستقصائية وتنميتها, وخطط لتطوير مركز للموارد يضع خدمات ونشرة إخبارية عن الموضوعات الاستقصائية إلى جانب دليل للخبراء وبعض الخدمات الأخرى, ومع نهاية عام 1976 شكلت الجماعة فريق عمل صحفي بقيادة محرر جريدة Newsday الشهير Robert Green لإجراء تغطية استقصائية عن الجرائم التي أدت إلى اغتيالBallston محرر جريدة Arizona Republic الذي كان يقوم باستقصاء نشاط الجريمة المنظمة في ولايته, أريزونا، حيث وضعت قنبلة في سيارته، ومنذ ذلك الوقت يتعرض الصحفيون المنقبون عن الفساد للخطر من أجل تعزيز الشفافية والحكم المسئول والتصرف المشترك والحد من الفساد، وقد اغتيل ثمانية وستون صحفيا عام 2001ويرجع سبب اغتيال خمسة عشر صحفيا منهم إلى أعمال استقصاء عن قضايا الفساد وهذا رقم ينذر بالخطر.
وتستخدم الصحافة الاستقصائية الآن بشكل متسع في مجالات كشف الفساد في المجتمع وتقديم الرؤية الاستقصائية الشاملة التي لا تستطيع أن تقدمها وسائل الإعلام الأخرى، وقد صاحب هذا نموا متزايدا في توظيف الحاسبات الإليكترونية لأغراض تصنيف المعلومات والبيانات الكثيرة التي يحصل المحررون الإستقصائيون عليها، وتحليلها بشكل يساعدهم على الوصول إلى خلاصات كمية دقيقة وقد ساعد على ذلك انتشار استخدام المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة للمحاسبات الإليكترونية في تخزين المعلومات وتصنيفها واسترجاعها مما أتاح إمكانية الحصول عليها بنفقات قليلة أو بدون نفقات على الإطلاق ( عبد الباقي، 2010).
وسوف نجد أن البرنامج الاستقصائي الوثائقي عن موت عرفات في قناة الجزيرة، هو مرشح لأن يبني سلسلة من الأحداث الكبرى في الشأن الفلسطيني والدولي. حيث تشكلت لجان للتحقيق في هذا الموضوع، تسعى في جانب منها إلى أخذ عينات من رفات المرحوم ياسر عرفات للتأكد من وجود مادة البولونيوم في جسمه.. وفي حالة ثبوت ذلك سيكون للقضية خطان سياسي وجنائي تسيران فيه: أولاً البحث في الدور الإسرائيلي المؤكد تورطه في هذه القضية، ولكن تستطيع السلطة الفلسطينية أن تصعد الموضوع إلى منظمات سياسية وحقوقية وقضائية في العالم. أما الخط الثاني فهو عنصر الخيانة داخل الشريحة التي كانت تحيط بالرئيس ياسر عرفات خلال فترة إقامته الأخيرة في رام الله. وهنا تتحول القضية إلى جانب جنائي حيث ستنصرف التحقيقات إلى شخص أو أكثرهم وراء حقن الرئيس أو تسميم الرئيس في غذائه.. وكل هذه التحقيقات سيكون مصدرها هو التحقيق الذي بثته قناة الجزيرة ( القرني، 2012).

الصحافة الاستقصائية ليست:

1-      ليست صحافة التخصص
"يعتقد بعض الصحفيين أن كلّ الصحافة الجيدة هي صحافة استقصائية،" بحسب كابلن. إلاّ أن الصحافة الاستقصائية تتطلّب المزيد من البحث بعمق. "يقوم صحفيو التخصص باستخدام التقنيات الاستقصائية، إلاّ أن ذلك لا يدفع الاثنان إلى الترادف في المعنى والمضمون"، كما أكّد كابلن.
2-      الصحافة الاستقصائية ليست صحافة ناقدة:
تأخذ التحقيقات الاستقصائية الكثير من الوقت، فتتطلب أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات, "من الممكن أن تتضمّن الصحافة الاستقصائية الكثير من عناصر النقد, وإن قمت بكتابة مقال ما يتطلّب منك المزيد من البحث والتنقيب والنقد فإن ذلك لا يعني أنّك قدمت عملاً استقصائياً،" بحسب كابلن.
3-      الصحافة الاستقصائية ليست التغطية الصحفية المختصّة بالجرائم والفساد:
تعريف الصحافة الاستقصائية كصحافة الجرائم والفساد يحدّ من نطاق السبق الصحفي، على الرغم من اعتقاد كابلن أن هناك بعض التقاطع في هاتين الفئتين. وبحسب قوله: "لكن الصحافة الاستقصائية الجيّدة تركّز على مواضيع التعليم، واستغلال السلطة، والتهافت على الأموال، وقصص الأعمال الرائعة. ولمجرد تغطية الصحفي المختص لمواضيع الجرائم والفساد وملاحقة آخر تطوّراتها، فذلك لا يعني أنه يستخدم أدوات الصحافة الاستقصائية."

أهمية الصحافة الاستقصائية:  ( أبو حشيش )

تنبع أهمية الصحافة الاستقصائية من الوظيفة التي تؤديها، فهي تعد:
١ – جزء من العمل الرقابي التخصصي، الذي ممكن أن يصنع رأي عام بين الجمهور خاصة إذا تبنى نتائجه بعض الجهات السياسية ووسائل الإعلام .
٢ – كاشفة لجرائم وفضائح وفساد الساسة والمسئولين، ويقال في الغرب: (أن للصحافة الاستقصائية قدرة لا تضاهى على ربط مسئولين بجرائم معينة).
٣ – أداة للوصول للحقيقة (من مصدرها الأصيل)، والوقوف على صدقها من كذبها، تضخيمها من تحجيمها، أداة تعمق فهم الحدث.
٤ – بوابة مهمة لشروع أجهزة الدولة في فتح التحقيقات في جرائم المال والإدارة.
٥ – تشكل مركز معلومات المؤسسة، وقاعدة بياناتها.
٦ – تمثل صحافة العمق، وهو مستقبل الصحافة الحية الناجحة المؤثرة مستقبلاً. ( أبو حشيش )

معايير الصحافة الاستقصائية: ( شفقن نيوز، 2012)

هناك بعض المعايير المهمة في نشر المعلومات ومنها توثيق المعلومات ومراعاة الدقة والوضوح مع احترام خصوصيات حياة المواطنين واحترام الأديان والعقائد وعدم إثارة النعرات العنصرية والكراهية وتجنب نشر الصور الفاضحة والمفردات المبتذلة وكذلك فصل الرأي عن الخبر وتوفير حق الرد والحفاظ على مصادر المعلومات.


قواعد الصحافة الاستقصائية: ( أبو حشيش، 2012)
1-    انتقاء الأخبار والانطلاق من خبر حقيقي قيم بعيداً عن الخداع والأكاذيب والقصص المزعومة.
2-    يتعين على الصحفي الاستقصائي أن تكون عيناه وأذناه مفتوحتين دوماً، لالتقاط كل خبر وكل معلومة، ويجب عليه أن يستمع لكل ما يدور حوله، ولا يدع أي قصة تفلت منه.
3-    جمع الحقائق المخفية ذات الصلة بموضوع الاستقصاء والتأكد من صحتها. 
4-    ربط الحقائق بعضها ببعض، والتأكد من أنها تشكل معاً أمراً ذا قيمة ومعنى.
5-    ضرورة التحقق من الوقائع والمعلومات والتأكد من صحتها، ويجب على الصحفي الاستقصائي أن يعلم أن تلقي المساعدة في الصحافة الاستقصائية غير متوقع؛ لذلك يجب الابتعاد عن استخدام أية واقعة إلا بعد التأكد جيداً من صحتها ودقتها.
6-    يتعين على الصحفي الاستقصائي الاعتماد على أدلة متعددة وملموسة في ذات الوقت، وألا  يقتصر على جمع الحقائق، بل يجب جمع الأدلة التي تدعم هذه الحقائق وتؤكدها.
7-    يجب الحفاظ على سرية المصادر وحمايتها ما دام ذلك ممكناً.
8-    لا يجب أن يقف الصحفي الاستقصائي صامتاً إذا ما تلقى تهديداً، حيث إن كثيرين من المعنيين بتقييد الصحافة الاستقصائية سيسعون لوقف الصحفي الاستقصائي عن إنجاز مهمته، وقد يتلقى في هذا الصدد تهديدات عدة، ومن الضروري إبلاغ المؤسسة، وتقاسم عبء القلق معها؛ حيث سيشكل ذلك حماية إضافية، عدا عن إمكانية الاستفادة من الشاهد على التهديدات في القصة عند إنجازها.
9-    تعمل الصحافة الاستقصائية في إطار القانون، وخلافاً  لرجال الشرطة لا يمكن للصحفي الاستقصائي أن يستمع لمكالمات الآخرين، أو أن يسجلها دون علمهم،  ولا يمكنه دخول مباني دون موافقة مالكيها أو ضد رغبتهم، و يجب أن يعمل الصحفي الاستقصائي في حدود القانون، وأن يبتعد عن استخدام الأساليب غير الأخلاقية للحصول على معلومات.

هل كل استقصاء تحقيق ؟

تشير القواميس والدلالات اللغوية لكلمة تحقيق إلى أنها تسعى إلى اليقين من الأمور والى الوقوف على حقيقة الخبر والحدث .
ولقد تناولت الأدبيات والدراسات والأبحاث تعريفات معينة لفن التحقيق الصحفي أهمها :
مفهوم التحقيق الصحفي: وهو التحري والبحث والاستقصاء في واقعة أو حادثة أو قضية أو مشكلة ومعرفة الأسباب والدوافع الخاصة بها والاستماع إلى كل الآراء في كل هذه الواقعة أو الحادثة أو القضية قيد التحقيق, قد يصل المحقق إلى إصدار حكم في النهاية ,قد يكتفي بعرض جوانب هذا الواقعة أو الحادثة أو القضية فقط. ( أبو حشيش, 2006, 13 ).
يقوم التحقيق الصحفي على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع الذي يعيش فيه ,ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه ويلزمه من بيانات أو معلومات أو أراء تتعلق بالموضوع ثم يزاوج بينها للوصول إلى الحل الذي يراه صالحا لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق الصحفي والتحقيق الصحفي فن يقوم على التفسير الاجتماعي للأحداث وللأشخاص الذين اشتركوا في هذه الأحداث حيث يشرح ويفسر ويبحث في الأسباب والعوامل والاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الفكرية التي تكمن وراء الخبر أو القضية أو المشكلة أو الظاهرة التي يدور حولها التحقيق , وكثيرا ما يتصل التحقيق الصحفي بالأحداث الجارية ويرتبط بالأفكار الحية في حياتنا ولذلك فأنه يتسم بالواقعية والحالية ,حتى ولو كان الموضوع تاريخيا ,بمعنى الزاوية الجديدة او النظرة المكتشفة حديثا أو التقييم الجديد للحقائق تاريخيا والشخصيات تعطي معاني وأبعادا غير معروفة من قبل .
  وقد يكون التحقيق إعلاميا أو تفسيريا أو توجيهيا أو ترفيهيا أو تعليميا أو إعلانيا ,غير انه في معظم الأحيان يحقق أكثر من هدف واحد من تلك الأهداف .ويتضمن التحقيق الحوار والمناقشة والحديث الصحفي والاستقصاء والبحث والدراسة ( الحسن , 2011 ,75)
بدأت عملية التحري وإعداد التحقيقات الصحفية في بداية القرن العشرين بفضل الجهود التي بذلها المكراكارز وتعتبر كتابات العديد من الكتاب مثل كتاب الغابة للابتون سنكليير الذي كشف فيه عن الوسائل غير الصحية في تجهيز وتغليف اللحوم ,أساس أعمال التحريات إعداد التحقيقات الصحفية , إن جوهر هذا العمل هو البحث فيما تقوم به كل من الحكومة وقطاع الأعمال في جميع قطاعاته ونقاط التقائهما فالتحريات والتحقيقات التي تمت فيما عرف باسم ووترجيت وما أدت إليه من استقالة الرئيس ريتشارد ريكسون تعد بحق العلامة الفاصلة في إعداد التحقيقات الصحفية ( محمود, 2012,127 )
إن التحقيق لا يطرح الموضوع طرحاً عادياً، وإنما يقوم على تفسيرها وتحليلها، وإعطاء مسببات لها، والمساهمة في علاجها وإنهاء آثارها السيئة، ونظراً لأن التحقيق يقوم على البحث عن المجهول خدمة للمجتمع، ودعماً للقانون الذي يسير عليه الناس، فإن اسمه تحقيق مأخوذ من التحقيق الجنائي الذي يؤدي نفس الدور في البحث عن دوافع ارتكاب المخالفات والجرائم، ومعاقبة المذنب، وذلك حماية لحقوق الناس
ومما لا شك فيه أن استخدام هذا الفن يتطلب الحذر الشديد، لأنه يقوم على فضح الأشخاص، وتعرية المذنبين، وأهل الهوى والسلطان، ولأن المسألة على علاقة بسمعة الأشخاص، والهيئات، والمؤسسات، فلا بد من الأدلة الواضحة التي لا شك فيها وإلا عرّض المحقق الصحفي نفسه ووسيلته الناشرة للمساءلة القانونية.
نظرا لأن التقصي يجب أن يبدأ بـ لماذا , ثم وماذا بعد , فالغرض الأساسي من التحقيقات الصحفية هو تقديم خدمة للمجتمع وللصالح العام ,تضع السلطة موضع المساءلة ومن ثم تكون القيمة العليا للصحافة قد تحققت. ( أبو حشيش، 2006، 15 )
إن الجديد في الصحافة الحديثة هو فن التحقيق الصحفي، وإن كان التاريخ يحدثنا أن التحقيق الصحفي فن قديم في الصحافة الأوروبية، فيذكر لنا عن ديفو أنه أول من اهتدى إلى هذا الفن في الصحافة الانجليزية ثم أتى بعده ثور ثكليف عام 1896 فجعل من فن التحقيق الصحفي ركناً هاماً في صحيفته الشعبية "ديلي ميل". (حمزة، 1956، 435)
وتشير الدلالة اللغوية لكلمة "التحقيق" إلى السعي لليقين من الأمور والوقوف على حقيقة الخبر، وهي الدلالة التي تشير إلى تعريب المصطلح REPORAGE بفن التحقيق الصحفي؛ تعريب يعود بهذا الفن إلى وظيفته الجوهرية، في لغتنا العربية وفي اللغات الأوروبية، التي تستخدم هذا المصطلح للدلالة على الفن التحريري الذي "يتناول خبرا أو قضية أو فكرة بنوع من الشرح والتحرير والتفضيل وسرد البيانات والمعلومات والآراء ووجهات النظر المختلفة للوصول إلى قرار أو حل أو رأي في القضية أو الموضوع المطروح". (شرف، 2000، 3011-312)
ولقد تفاوتت معدلات الصحافة الاستقصائية (التحقيقات الصحفية) على مدى القرنين الماضيين بصورة واضحة، فربما كان هناك آخر نهضة قد حدثت بالفعل في أعقاب الكشف عن أوراق البنتاجون وفضيحة ووترجيت.( شابمان، نوتال، 2012، 100)
حتى في حالة إجراء تحقيقات سيئة, فإنها تصبغ الشرعية على دور الصحافة يوصفها مراقبا على عمل الحكومة ورغم أنه من غير المتوقع أن يغير أي تحقيق صحفي العالم مهما كانت درجة تميزه إلا أنه قد يثير الرغبة في التغيير (محمود ,2012 , 129 )
أما الصحافة الاستقصائية نوع من أنواع التحقيقات الصحفية التي يقصد بها التحقق والاستقصاء والتأكد من المعلومات التي يتم جمعها قبل نشرها، والتي تتناول قضية أو قضايا لا يرغب الآخرون في الاطلاع عليها أو إظهارها إلى الواجهة الإعلامية أو المجتمعية وتهدف في الأساس إلى حماية المجتمع وتحذيره من المخاطر التي تحيط به، مع إيجاد المعالجات التي تهم صانع القرار، فهي رديف أساسي في مكافحة الفساد، وإحدى ثمار الحرية الصحفية في النظم الديمقراطية، والنظم التي تعمل على الوصول إلى درجة مرتفعة من الحكم الرشيد. ( عمر، 2009).
وتحدثت صباغ عن منهجية الصحافة الاستقصائية والفرق بينها وبين التحقيق الصحافي موضحة أن «الصحافي الاستقصائي يهدف إلى سرد القصة كما هي وليس كما يرويها الناس ويتوقع المتلقي أن تحتوي على أكبر قدر من الدقة والموضوعية والعمق من مضامين العمل اليومي (التحقيق الصحفي) بأنواعه».( الوسط، 2010)
يقول الكاتب اليمنى عمر الحياني أن "الصحافة الاستقصائية" هي نوع من أنواع "التحقيقات الصحفية" التي يقصد بها التحقق والاستقصاء والتأكد من المعلومات التي يتم جمعها قبل نشرها، والتي تتناول قضية أو قضايا لا يرغب الآخرون في الاطلاع عليها أو إظهارها إلى الواجهة الإعلامية أو المجتمعية ( الخطيب، 2010).
ويأتي التحقيق الصحفي مستفيداً من نمطين جديدين من التغطية الصحفية هما التغطية التفسيرية والاستقصائية، وكذلك مفهوم صحافة العمق بحيث يمكننا القول إن التحقيق الصحفي هو الشكل الناتج من توظيف كل من التغطية التفسيرية والتغطية الاستقصائية في العمل الصحفي. (علم الدين، 2010، 25)
ويعد التحقيق الصحفي أحد أشكال الصحافة الاستقصائية القائمة على "توثيق المعلومات والحقائق بإتباع أسلوب منهجي وموضوعي بهدف كشف المستور وإحداث تغيير للمنفعة العامة، بحسب شبكة أريج. ( قطيشات، 2009، 156)

التحقيق الصحفي كأحد اشكال الصحافة الاستقصائية :

يعد التحقيق الاستقصائي واحد من أهم الفنون الصحفية, فهو يجمع بين عدد من الفنون التحريرية في آن واحد حيث يجمع بين الخبر والحديث والرأي, وهو من أصعب الفنون التحريرية, اذ يتطلب مقدرة وكفاءة عالية من المحرر الاستقصائي, فالغرض الأساسي من التحقيقات الاستقصائية هو تقديم خدمة للمجتمع وللصالح العام ووضع السلطة موضع المساءلة, ومن ثم تحقيق القيمة العليا للصحافة بدورها كمراقبة على عمل الحكومة .
وان التحري والاستقصاء في إعداد التحقيقات الاستقصائية هو ما يعطي العمل الصحفي أو الاستقصائي قيمته, فهو يسمح بنقد عما هو خفيف, تساؤل عما هو واضح وفتح أبواب التقدم أمام المجتمع, إذ يجعلهم يقفون على قدم المساواة, وهو يحمي المحرر من أن يفقد نضارته وحيويته ولعل السؤال لماذا هو أساس لأي تحقيق استقصائي, وفي أحيان كثيرة يحدد اكتر مجال التحقيق الاستقصائي إن كان سياسي واقتصادي أو غيره من المجالات المتعددة . ( محمود, 2012, 130 ) .
ويعرف التحقيق الاستقصائي على أنه تسليط الأضواء على فكرة أو مشكلة أو ظاهرة سلبية أو ايجابية خلال تداولها بالشرح والتحليل, بالاستعانة بالأشخاص الذين يقعون ففي دائرتها .( حداد, 2011, 191) .
التقرير الاستقصائي شكل مختلف اختلافاً بيناً عن الأنواع الأخرى، هنالك أربعة ملامح تميزه:
1-    بحث أصيل: التقرير الاستقصائي ليس موجزاً أو تجميعاً لما توصل إليه الآخرون من نتائج ومعلومات ومعطيات، لكنه بحث أصيل يقوم به الصحفيون غالباً بإسنخدام المادة الخام، ويمكن أن يكون مقابلة شاملة، أو مطابقة ومقارنة للحقائق والأرقام، واكتشاف أنماط وصلات لم تكن معروفة سابقاً.
2-    يشمل الموضوع الخطأ أو الإهمال الذين لم ينشر حولهما دليل دامغ : كثيرا ما تراودك الشكوك بارتكاب خطأ أو وجود إهمال لكنك تفتقد الدليل مثلك مثل غيرك لذلك أنت بحاجة لمراكمة الأدلة ,وهذا يتطلب مزيدا من الوقت والجهد الدؤوب مقارنة بما تحتاجه كتابة التقرير العادي , ولربما يستدعي ذلك أيضا مشاركة أكثر من مراسل .
3-    بعضهم يحاول إبقاء المعلومات سرية : ينطبق ذلك على العديد من التقارير الصحفية ,لكن في العمل اليومي هنالك نقطة يتوجب عليك عندها التوقف وكتابة تقرير حول ما وجدته أو لم تجده ,كتابة التقرير الصحفي الاستقصائي تبدأ من النقطة التي يتوقف فيها العمل اليومي وهي لا تقبل السرية ولا رفض المسئولين تقديم المعلومات بل تقوم بعملية سبر واستكشاف .
4-    الرهان مرتفع وحجم المخاطرة كبير: لا تحصل عليه من مجد وعز عندما تنجح القصة قد يكون عظيما بقدر الضرر الذي يلحق بسمعتك حين تفشل مثال تجربة( صحيفة سينسيناتي انكوايرر ) عام 1998 في شهر مايو من تلك السنة نشرت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى تحقيقا استقصائيا حول شركة الموز العالمية ( شيكيتا براندز) إضافة إلى قسم من ثمانية عشر صفحة حول هذا التحقيق الذي تطلب إجراؤه سنة كاملة تحت عنوان افتضاح أسرار شيكيتا ,زعمت الصحيفة أن الشركة سيطرت على عشرات من شركات الموز المستقلة كما هو مفترض وأنها استخدمت مع شركات تابعة لها مبيدات حشرية هددت صحة العمال والسكان المقيمين في الجوار , وأن الموظفين تورطوا في قضايا رشوة في كولمبيا لكن كل ذلك لم يكن صحيحا كما بدا تماما ففي العدد الثامن والعشرين من يونيو نشرت الصحيفة اعتذارا إلى الشركة على ستة أعمدة في صدر صفحتها الأولى تستنكر فيه التحقيق وتتبرأ منه كلية كما طرد كبير مراسلي التحقيقات ووافقت على دفع مبلغ لا يقل عن عشرة ملايين دولار كتعويض للشركة.
إذا أردنا أن نعرف الصحافة الاستقصائية فيجب علينا أن نفرق بينها وبين التقارير أو القصص الإخبارية، فالقصص الإخبارية هي عندما تتجاوب المصادر ويردون على استفسارات الصحفي حول الحدث ويمدوه بالتقارير والبيانات، أما الصحافة الاستقصائية فهي استهداف الصحفي لنشاطات سرية أو نشاطات غير عامة وخاصة جداً. ويمكن التفريق وفق الجدول التالي:


الأنواع الصحفية الأخرى
الصحافة الاستقصائية
1-البحث والتنقيب
فوري وسريع وسطحي
معمق ، وقت وجهد وتكلفة أكبر
2-النشر
فوري
متأني
3-القالب التحريري
قالب إخباري (هرمي )
أشكال أخرى متسلسلة سردية منطقية إقناعيه
4- المعلومات
تبحث عن المعلومة لنشرها
تبحث عما وراء المعلومة، وكشف مسبباتها
5- الاهتمامات
أخبار عادية آنية سياسية واقتصادية  وفنية وعلمية وغيرها
مواضيع ذات أهمية أكبر تهم قاعدة شعبية أوسع كالفساد والرشاوي والتجاوزات والقصور
6- موضوعاتها
تعطي معلومات حول القضايا المثارة
تختلق المواضيع وتبحث فيها، وتنشرها لتصبح قضايا مثارة.

الفروقات بين الصحافة التقليدية والاستقصائية:  ( شفق نيوز، 2012):

الفروقات بين الصحافة التقليدية ونظيرتها الاستقصائية من حيث كيفية التعامل مع المعلومة؛ حيث إن الأولى تقوم بجمع المعلومات وفق إيقاع زمني ثابت كأن يكون يوميا أو أسبوعيًا تكتمل قصتها بحد أدنى من المعلومات المقتضبة ويحل فيها المصدر محل الوثيقة، أما في الاستقصائية فلابد من التأكد من ترابط المعلومات واكتمالها واستمرار البحث وتثبيته بحد أقصى من المعلومات المطولة المدعومة بالوثائق.
أما من حيث العلاقة بالمصدر فان الثقة بالمصدر في الصحافة التقليدية مفترضة ومعلومات مصادرها الرسمية المعرفة مجانية ترويجية، يتوجب على الصحفي قبولها؛ على عكس الاستقصائية التي لا يمكنها افتراض الثقة بالمصدر بل إن الصحفي يتحدى الرواية الرسمية أو ينفيها بناء على مصادر أـخرى مستقلة يتصرف بها لأنها أوفر وأكثر وفي الغالب لا يعرّف بالمصادر التي زودته بالمعلومات.
أما من حيث النتائج فان تحقيقات الصحافة التقليدية الغرض منها فقط أخبار الجمهور بشكل لا يتطلب الانخراط والحماس الشخصي، ويسعى فيه الصحفي أن يكون موضوعيا دون التحيز لأي طرف في القصة التي ليس لها نهاية لان الأخبار مستمرة وقد تكون خاطئة لكنها غير مهمة، بينما في الصحافة الاستقصائية فان القبول بالعالم كما هو أمر مرفوض لان الهدف من القصة هو اختراق وضع معين وتعريته من اجل إصلاح الخطأ وهذا يتطلب انخراطا وحماسا شخصيا يسعى فيه الصحفي للعدالة والدقة في نقل الحقائق يتوخى فيها الدرامية المؤثرة ، بيد أن الأخطاء فيها سواء كانت رسمية أم لا يمكن أن تحطم مصداقية الإعلامي، كما قال المحاضر ياسين.
1.             الموضوع الصحفي (موضوع المعالم):
        هو شكل تستخدمه الصحافة لمواجهة التغطية التلفزيونية المصورة, ويعرف الموضوع الصحفي بأنه أي مادة صحفية إخبارية فيها نوع من الإبداع والابتكار، ويتضمن حدثاً أو موقفاً من الحياة قابلاً للاستمرارية، ويمكن الحصول على معلومته، ومن ثم نشرها في أي وقت حيث أنه لا يرتبط بالآنية؛ لأنه يتجاوز التفاصيل إلى التفسير والتحليل، ويضعها في إطار إنساني.
2.             الحديث الصحفي:
        هو الشكل الصحفي الذي يتجه فيه المحرر إلى بعض الأشخاص للحصول على أفكارهم وآرائهم، أو عرض معلومات يملكون تفاصيلها، أو إلقاء الضوء على شخصياتهم, وهو يحقق الإخبار والحصول على آراء بعض أهل الخبرة، والتسلية والإمتاع.
3.             التحقيق الصحفي الاستقصائي:
يقصد به: التحري أو البحث أو الاستقصاء في واقعة أو حادثة أو قضية أو مشكلة تهم الجمهور أو بعضاً منه، ومعرفة الأسباب والدوافع الخاصة بها، والاستماع إلى كل الآراء في هذه الواقعة أو الحادثة أو القضية محور التحقيق، والاستعانة بالمصادر المختلفة المتصلة بالموضوع سواء كانت حية أو غير حية، وإجراء سلسلة من اللقاءات والبحث في الوثائق والتقارير والملفات، وقد يصل المحرر من خلال عرض مختلف الآراء إلى إصدار حكم في النهاية أو إيجاد حل للمشكلة، وقد يكتفي بعرض ذلك.
     تبدأ كتابة التقارير والتحقيقات الاستقصائية برائحة قصة تفوح من مكان ما ,أو حدس يشير إلى موضوع يشكل بذرة لقصة ,أما الأمر المهم في هذه المرحلة فهو التفكير بعناية حول النتيجة في أفضل الحالات وهل تستحق القصة الجهد المبذول والوقت المطلوب فإذا لم تكن تستحق النشر في صدر الصفحة الأولى تجاهلها اخضع تحقيقك الذي تخطط له لاختبار العنوان الرئيس إذا وجدت أن النتيجة المتوقعة لن تصنع عنوانا مثيرا ومذهلا فأنت على الأرجح تضيع وقتك سدا .

وظائف الصحافة الاستقصائية: ( شفق نيوز، 2012)

من الوظائف التي تقوم بها الصحافة الاستقصائية هو التقسيم الذي يصنف الصحفي الاستقصائي إلى طبيعة نقله للخبر، مشبها إياه بـ"الكلب" من حيث الوظيفة التي يؤديها ويضم كلب (وظيفة) المراقبة وكلب الحراسة وكلب الإرشاد والكلب الأليف والكلب القائد.
وتابع المحاضر أن وظيفة (كلب) المراقبة هي السعي لمراقبة كل ما يدور في المجتمع من مدخلات ومخرجات كحارس يقظ ضد إساءات السلطة الرسمية، أما وظيفة (كلب)الحراسة هي حراسة المؤسسات النافذة في المجتمع والحرص على متابعة العناصر الطفيلية التي تعكر صفوه، أما وظيفة (الكلب) المرشد هي إمداد المواطنين بمجموعة من المعلومات عن السياسات وصانعي السياسة التي يحتاجونها لصنع القرارات ولتقييم قادتهم.
أما ما يتعلق بوظيفة (الكلب) الأليف هي الارتماء في حضن المؤسسات الاجتماعية والسياسية من دون ان تكون أداة مستقلة ومن دون إبداء أي مساءلة للسلطة وهي ناقلة لما يريد النظام السياسي.
الوظيفة الأخيرة وهي وظيفة (الكلب) القائد وتقوم فيها الصحافة بوضع أجندة القضايا المطروحة على الساحة السياسية كمصفاة للحلول وترتيبها حسب الأولويات قبل طرحها للجمهور، وحث السياسيين على متابعة القضايا لأهميتها في سياق الشأن العام لإعطاء تغطية اكبر لإحدى القضايا أكثر من الأنواع الأخرى.
حدود الاستقصاء:  (أبو حشيش، 2012 )
ليست هناك أية حدود زمنية ومكانية للاستقصاء لاسيما، إذا كان مهنياً وقانونياً ويصب في خدمة الصالح العام ولا يقوم على نوايا مبيتة وعواطف شخصية، فعلى صعيد الزمن يمكن استقصاء الماضي والحاضر وآفاق المستقبل، فالحادث الذي راحت ضحيته الأميرة ديانا في باريس عام 1997، ما زال ينقب فيه صحفيون استقصائيون من مختلف دول العالم.
ويمكن للصحفي المستقصي استخدام كل الطرق المشروعة والأساليب التقنية الحديثة لكشف الستار عن الجرائم المختلفة، لا سيما وأن شبكة (الانترنت) تقدم خدمات فائقة في هذا المجال، يضاف لها ما تقدمه الوسائل التقنية الحديثة كالبريد الالكتروني والكاميرات الرقمية وآلات التسجيل والاتصال الحديث.

مراحل العمل الاستقصائي: (عبد الباقي، 2010)
1-   الكشف عن قضية أو موضوع:
اختيار قضية ليتم استقصائها تتطلب عملية رصد وفهم عام لكل متعلقات القرارات السياسية والاقتصادية والشئون العامة , أي الثقافة الموسوعية لكل متعلقات التغيير, ليس فقط في الجانب المعلوماتي بل والقدرة على ربط الأحداث واستنباط مجاوراتها من الظواهر ,ثم تحديد القضية أو الموضوع أو الظاهرة,فالمادة موجودة في كل مكان والمشكلة هي في رؤيتها , وتوجد طرق عديدة لاستشعار قصة تستدعي الإستقصاء, تتمثل إحدى هذه الطرق في مراقبة وسائل الإعلام , فبشكل عام من الأفكار الجيدة مراقبة قطاع إعلامي معين كي تستطيع البدء بتحديد أنماطه فتدرك بذلك متى يحدث أمر غير عادى , إذا أنهيت قصة وفكرت لماذا حصل ذلك ؟ فسيكون حظاً جيداً في أن تجد المزيد لتستقصيه , وتتمثل طريقة أخرى في انتباهك لما يتغير في بيئتك, وأن لا تعتبر التغير أمراً عادياً .
فقد بدأ الإعلامي البلجيكي الكبير كريس دو ستوب Chris de stoop إستقصاءً معلماً حول الاتجار بالنساء بعد أن لاحظ أن العاهرات البلجيكيات في حي عبره وهو في طريقه إلى عمله قد أفسح المجال لعاهرات أجنبيات , وتسأل لماذا؟ , وتتمثل الطريقة الثالثة في الاستماع غلى شكاوى الناس في كل مكان يجتمع الناس فيه سوف تسمع أشياء غريبة أو صادمة أو مدهشة, وترتبط بالقضية مجموعة من التساؤلات :
لماذا هذه القضية دون غيرها من القضايا؟ ماذا سأضيف في عملي الإستقصائي لهذا الموضوع؟ من المستفيد؟
من المتضرر؟ هل هناك قاعدة معلومات أو بيانات؟ وكيف سأصل إلى الحقائق وبأي طريقة؟ هل التناول يثير إشكالية قضائية؟ من هم الخبراء المساعدون؟ هل أنا مستعد للإجابة والتبرير والإثبات بوثائق وأسانيد كافية ومنعة؟ هل تثير القضية الرأي العام ايجابيا؟ وكم ستتكلف مؤسستي مادياً؟ كم من الوقت ستستغرق عملية التقصي والكشف وربط الأحداث والتحرير؟ بأي شكل تحريري سأتناول الموضوع ؟
2-     طرح فرضية للتحقق منها:
استخدام الفرضيات جوهر الأسلوب الإستقصائي حيث تطرح أسئلة محددة يجب الإجابة عنها من خلال تقطيعها إلى محاور أو أجزاء ثم التثبت من كل واحد من تلك الإدعاءات على حده.
وطرح الفرضية يحقق المزايا التالية:
أ- يمنحنا شيئاً لنتحقق منه بدلاً من محاولة كشف سر ما.
ب-تزيد الفرص في اكتشاف الأسرار.
ج- تجعل إدارة مشروع الإستقصاء أكثر سهولة.
د- أدوات يسهل استخدامها بكثرة.
و- تضمن كتابة قصة وليس فقط كمية من المعلومات.
المفاتيح الأربعة لتفعيل الفرضيات :
-        كن خلاقاً- الإستقصاء هو محاولة لكشف شيء غير معروف إلى الآن وفيها الصحفي لا يغطى أخباراً فحسب بل يصنعها أيضاً ولذا فهو يقوم بقفزة إلى مستقبل غامض , مما يتطلب محاولة تخيل القصة وهذا عمل إبداعي بحد ذاته.
-        كن محدداً للغاية- فكلما كنت أكثر دقة في تحديد حقيقة مفترضة , كلما كان أسهل لك التحقق منها.
-        استخدم خبرتك فالخبرة يمكن أن تكون من عوامل سرعة الانتهاء من الفرضية.
-        كن موضوعياً وتعنى الموضوعية ثلاثة أشياء , قبول واقع الحقائق التي يمكن أن نثبتها, وقبول الخطأ, الإستعداد لطرح فرضية جديدة.
ويتطلب أسلوب الفرضيات لعمل مشروع استقصائي الأمور الآتية:
-          التسليم
-        معالم زمنية مرتبطة بالعملية.
-        التكلفة والمردود.
-        التأييد.من خلال طرح أسئلة حول من ستهمه هذه القصة, كيف يمكن زيادة وعى الجمهور بالقصة, هل سيشمل ذلك تكاليف إضافية , ما هي الفوائد التي ستجنيها أنت أو مؤسستك الصحفية من هذا الإستقصاء؟
3-     الحصول على معلومات من مصادر علنية وبشرية للتحقق من الفرضية:
في العالم المعاصر تكثر المصادر العلنية بما لانهاية لها وتشمل المعلومات التي  نشرت في أي وسيلة إعلامية يسهل الوصول إليها بحرية مثل وسائل الإعلام من صحف ومجلات وتليفزيون وراديو وإنترنت , ومنشورات متخصصة, وكالات الأنباء, إدارات الإعلام بالقطاعات المختلفة, كما توجد المعلومات الأكثر إثارة عادة في ذاكرة وعقول الناس وليس المصادر العلنية وهو ما نطلق عليه المصادر البشرية , الأمر الذي يتطلب من الصحفي سؤال نفسه من أين نعثر على هؤلاء الناس؟ وكيف نجعلهم يقولون لنا ما يعرفونه ؟ وعلى الصحفي عدم التقليل من هذه المهارات, فليس كل صحفي يمتلكها, وعمل الصحفي الإستقصائي سوف يطور هذه المصادر إلى درجة عالية بشرط عدم إساءة استخدامها .


4-     التنظيم:
يتطور العمل الإستقصائي إلى مادة أكثر بكثير مما تنتجه الأخبار التقليدية , لذا يجب أن تكون هذه المادة منظمة بفاعلية على أسس مستمرة وهذا العمل التنظيمي هو جزء من عملية منهجية للكتابة والنشر , والتنظيم الإستقصائي هو التأكد من أنك تعرف أي نوع من التوثيق الذي لديك , والمعلومات التي تحتوى عليها الأصول , وأنك تعرف مكان أصل معين وتستطيع أن تجده بسهولة ويسر , ولهذه العملية جزءان , الجزء الواضح أنك تبنى قاعدة معلومات أو أرشيفاً تستطيع البحث فيه بسهولة , والجزء الثاني الأقل وضوحاً هو أنك خلال بناء قاعدة المعلومات تكون في طور بناء قصتك وثقتك بها.
5-     كتابة الاستقصاءات: تختلف كتابة الموضوعات الإستقصائية عن الكتابة الصحفية العادية , ففي هذه المرحلة تتطلب مهارات مختلفة وقواعد مختلفة من خلال استخدام قواعد السرد الأكثر تعقيداً , الأمر الذي يتطلب من الصحفي ألا يكون مملاً حيث الإيقاع المبسط مفتاح الكتابة الاستقصائية, وتجنب خطر الشك , ولا تلوث الاتهامات الجادة بأخرى تافهة, وبوجه عام يجب أن يلتزم العمل الإستقصائى المحرر بثلاثة معايير أساسية هي: التماسك , والتكامل, والحركة.

الصحافة الاستقصائية ومناهج البحث:

الصحافة الاستقصائية من حيث التعريف: سلوك منهجي ومؤسساتي صرف، يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء حرصا على الموضوعية والدقة وللتأكد من صحة الخبر وما قد يخفيه انطلاقا من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، والتزاما بدور الصحافة كـ"كلب" حراسة على الأداء الحكومي وكوسيلة لمساءلة المسئولين ومحاسبتهم على أعمالهم خدمة للمصلحة العامة، ووفقا لمبادئ قوانين حق الاطلاع وحرية المعلومات. ( شفق نيوز، 2012).
وعن تعريف الصحافة الاستقصائية قالت صباغ: «إن الصحافة الاستقصائية هي الصحافة القائمة على توثيق المعلومات والحقائق بإتباع أسلوب منهجي وموضوعي بهدف كشف المستور وإحداث تغيير للمنفعة العامة، وتعرف المنظمة الأميركية للصحافة الاستقصائية هذا النوع من الإعلام بأنه تغطية إخبارية في العمق تكشف شيئا ما يُريد أحد ما أن يُبقيه سرا أو تؤشر لإخفاقات منهجية وسياسات غير صائبة نتيجة لجهد شخصي بذله صحافي أو صحفية». ( الوسط، 2010).
وتشبه طريقة معالجة التحقيق الصحفي، طريقة معالجة التحقيق الاجتماعي (البحث). أي أن المبادئ هي ذاتها، لكن الوسائل تختلف، مما لا يتيح الوصول إلى الدقة المطلوبة كما نريدها، ومن المهم قبل بدء التحقيق، دراسة ما نشر عن الموضوع واستشارة الأخصائيين، قبل وضع خطة العمل، وبعد فإن اختيار الأشخاص، الذين سنقابلهم، يراعي فيه اختيار أخصائيين وأشخاص على علاقة مباشرة بالموضوع.  (شرف، 2000، 314).
إلى جانب ذلك، فإن الاستقصاء يمثل "استثماراً في الوقت والمال والطاقة أكثر من التغطية التقليدية، وينبغي القيام بخطوات لضمان أفضل عائد لذلك الاستثمار. في الحد الأدنى يجب أن تجني وسيلة الإعلام أكبر قدر من الامتياز والإعجاب من عملها الاستقصائي وأكبر قدر من وضوح الرؤية لجمهورها. (هنتر، 2009،148)
وفي حين أن البحث العلمي يتصدى بالدراسة لظواهر ومشاكل تهم المجتمع، فإن الصحافة الإستقصائية وفي القلب منها التحقيق الصحفي، تركز على "مشاكل متكررة، ولا تعتمد على حادثة واحدة معزولة تؤثر على شخص واحد، وتعمل على تصويب الأخطاء، وتفسر قضايا معقدة". (بطراوي، 2006، 9)
وقد قسِّمَ محمود علم الدين الاستفادة الصحفية من مناهج البحث في العلوم الاجتماعية إلى مستويين:
المستوى الأول: الاستفادة من الخطوات المنهجية للبحث العلمي في التصدي لموضوع معين، وهي عبارة عن مجموعة من المراحل التي تتميز بالتسلسل والتتابع من ناحية وبالتداخل والترابط من ناحية أخرى، وتتضمن الإحساس بالمشكلة، ودراسة المشكلة، وفرض الفروض، ووضع مجموعة من التساؤلات، وتحديد نوع البحث، وتحديد طرق جمع البيانات وتصميمها، والمعالجة الإحصائية للمشكلة، وجمع البيانات وفقاً للطرق التي تم تصميمها لهذه العملية، والمعالجة الإحصائية للبيانات التي تم جمعها، واستخدام النتائج المحددة التي انتهت إليها الدراسة، والتعميم، والتنبؤ. ( علم الدين، 2010، 74)
المستوى الثاني: لا يمكن لأحد أن يخمن أو يفترض أو يدعو إلى أن يستعمل الصحفيين المنهج العلمي في جمع المادة الصحفية وتصنيفها وتحليلها ومن ثم صياغتها، ولكن يمكن الاستفادة من أهم سمات المنهج العلمي في جمع المادة، أو البيانات الصحفية، وتصنيفها وتحليلها والوصول إلى خلاصات من أهمها: (التكميم والقياس، الثبات والصدق في القياس، النظرية، فرض الفروض واختبارها، الاستنتاج السببي). ( علم الدين، 2010، 75)
 وبناء على ما سبق نلاحظ أن الصحافة لها بحوثها وأن الصحفي يستخدم مناهج البحث وأدوات البحث العلمي في خطواته العملية، فلا يستطيع كاتب صحفي أن يخرج للقراء تحقيقاً، إلا إذا حدَّد منذ البداية فكرته والمشكلة التي سوف يناقشها، وفرض الفروض ووضع تساؤلات ليجيب عليها في تقريره، وأخذ يجمع المعلومات حول هذه الفكرة، ثم صنفها، ثم تتبع نتائجها ومسبباتها ودرس العلاقة بين المعلومات والترابط بينها، ومن ثم خلص إلى معلومات دقيقة غير قابلة للشك، وقابلة للتأكيد واختبار المصداقية والثبات لها، ثم وضعها في قالب صحفي مناسب ليعرضها للجمهور، فالصحفي لا يحضر ورقة وقلم ويعمل خطة منهجية للتحقيق المراد عمله، ولكنه يعمل ذلك في ذهنه وفكره وفي جميع خطوات إعداد هذا التحقيق.



العوامل التي دفعت إلى استخدام أسلوب البحث العلمي في الصحافة الاستقصائية:

تشبه طريقة معالجة الصحافة الاستقصائية وخاصة التحقيق الصحفي الاستقصائي معالجة التحقيق الاجتماعي " البحث"، حيث إن التحقيق الصحفي الاستقصائي يتخذ من البحث العلمي منهاجاً في التفكير، ويسير وفق طرق صحفية في التعبير، لكنه يأخذ الطابع البحثي من حيث البحث المستمر للتعرف على المشكلات والقضايا المطروحة في المجتمع، وفي تكوين الفروض والحلول، وفي الحصول على البيانات وتصنيفها وتبويبها واستخلاص النتائج على أن يتم تحرير هذه النتائج تحريراً صحفياً.

العوامل هي:
1. منافسة وسائل الاتصال الإلكترونية والمطبوعة للصحف: حيث أثر التلفزيون على الصحافة تأثيراً كبيراً، واستحوذ على بعض الإعلانات، وعلى جزء من جمهور الصحافة، ودخلت المجلات في وضع منافسة مع الصحف؛ لأنها أصبحت أكثر تخصصاً وعمقاً وتحليلاً وتفسيراً للمواد الصحفية، إلى جانب تغير عادات الجمهور وزيادة نسبة المتعلمين، لذلك اتجهت الصحف إلى ما يعرف بصحافة العمق؛ بغرض إعطاء المادة الصحفية عمق في الموضوعات يتحقق من خلال التفسير والاستقصاء والتحري بما يشبه الدراسة العلمية، وهو أمر يساعد الصحف على منافسة الوسائل الأخرى مثل التلفزيون. ( عبد المجيد، علم الدين، 2004، 180)
2. الأخطاء والمعالجات الصحفية اليومية:
يقع الصحفيون في أخطاء ومعالجات صحفية تشير إلى أهمية دراسة مناهج البحث العلمي، وهي تتضح في الأخطاء والمعالجات الصحفية الآتية: ( علم الدين، 2010، 72)
2/1 التعميم: يتضح من خلال قيام المحرر بتعميم أن ما حدث في مكان ما أو واقعة معينة يمثل كل الاتجاهات، في الوقت الذي تكون فيه العينة التي تم تعميمها تمثل تجربة ذاتية لا يجوز تعميمها.
2/2 إساءة استخدام كلمة عشوائية: تتضح من قيام بعض الصحف بعمل استقصاءات عن ردود فعل بعض الجماهير تجاه حدث معين، ثم إعلان النتائج على أنها عملية مسح للجمهور من خلال عينة عشوائية، ويرجع ذلك إلى عدم فهم بعض المحررين الصحفيين أن كلمة عشوائية تحمل معنى علمي.
2/3 إجراء استقصاءات رجل الشارع: يتم اختيار عينة على أساس غير علمي، بحيث تكون غير ممثلة، وتوجه لها أسئلة حول بعض الموضوعات، ثم تنشر في شكل موضوع صحفي، لا يزود الجمهور بمعلومات كمية، ولا يذكر فيه الصحفي عدد الناس الذين قابلهم، وقد يذكر حجم العينة ونسبة الموافقة أو عدمها، ولكنها لا تكون ممثلة علمياً.
2/4 الوصول إلى استنتاجات سببية غير صحيحة:  دون أي سندات علمية صحيحة، اعتماداً على ملاحظات بعض الأشخاص، أو المقارنة بموقف سابق، أو لإقناع رئيس التحرير أو المحرر بذلك.
2/4 الافتراض السببي: يفترض المحرر الصحفي أنه بسبب أن شيئاً ما يسبق الحدث، فإن هذا الشيء هو سبب الحدث، وبالتالي يفسر الحدث بالمتغير الذي سبقه مع إهمال المتغيرات الأخرى.
يتبين مما سبق أن الدعوة للاستفادة من البحث العلمي كطريقة منهجية جاءت بسبب الحاجة إلى طريقة علمية سليمة لجمع البيانات والمعلومات، وهي ما يتيحها الإلمام الجيد بأدوات البحث العلمي، والقدرة على توظيفها لصالح الصحافة الاستقصائية.


آلية عمل الصحافة الاستقصائية: أدوات البحث العلمي، كأدوات لجمع المعلومات والمادة الصحفية:
أولا: مداخل عمل الصحافة الاستقصائية: وهي بمثابة الطرق التي يعمل بها الصحفي الاستقصائي من أجل الوصول إلى غاياته وأهدافه المرجوة من البحث:
1-      الملاحظة بالمشاركة: وهي تنكر الصحفي وتعايشه في داخل مجتمع الدراسة الذي يقوم بمتابعته، وهي تساعد بشكل عام في رسم صورة دقيقة للمجال الذي يقوم الشخص بملاحظته ( علم الدين، 2010، 82).
2-           التجربة الميدانية: وهو إجراء تجارب ميدانية لاختبار فرضيات معينة للتأكد من صحتها سواء بنفيها أو بتأكيدها، وأساس هذه التجربة قائم على تشكيل متغير مستقل وملاحظة تأثيره على متغير تابع. ( علم الدين، 2010، 87)
3-           تيار الدراسة المنظمة للوثائق: وتسمح هذه التقنية للمحررين والقراء بالوصول إلى خلاصات مبنية على قاعدة صلبة من المعلومات لا على مزيج من الحديث أو الملاحظة داخل حجرة المحاكمة مثلاً ،  لأنها تعتمد على المصادر الأصلية وتستخدم المنهج الكمي مستعينة بالحاسبات الالكترونية. ( علم الدين، 2010، 89)
4-       استقصاءات الرأي العام: ويلجأ إليه الصحفي ليكشف عن اتجاهات ومشاعر فعلية للمواطنين نحو موقف معين أو رأي ما، وهذا الأسلوب منتشر بكثرة في الغرب، حيث تمتلك المؤسسات الإعلامية مراكز أبحاث يجرى فيها الاستطلاعات واستقصاءات الرأي العام. ( علم الدين، 2010، 91)

خطوات الصحافة الاستقصائية:

وتعد مراحل إعداد التحقيق الاستقصائي هي شبيهة بطريقة إعداد البحث العلمي، وهي تتكون من مراحل أساسية هي: ولوصول الصحفي الاستقصائي إلى مبتغاه وهدفه يجب عليه أن يتتبع آلية معينة في البحث والتنقيب وهي عبارة عن عدد من الأسئلة والخطوات للوصول إلى تحقيق استقصائي ناجح، وهي:  ( دليل أريج للصحافة الاستقصائية، 2009) .
-   ما الموضوع الرئيسي والتركيز عليه ومعرفة الهدف منه.
-   وضع فرضيات معينة والانطلاق منها في عملية البحث والتنقيب.
-   النظر ومعرفة القيم الأساسية.
-   ما الأدلة التي تختبر صحة الفرضيات.
-   ما الطرق أو الآلية التي سوف يستخدمها الصحفي في الاستقصاء.
-   تحليل الأدلة ودراستها.
-   ما العقبات التي تحول دون نشر القضية.
-   ما الطريقة المثلى لإيصال هذه المعلومات إلى الجمهور.

وهناك من وضع خطوات للباحث الاستقصائي للسير عليها إذا أراد أن ينجح في بحثه وهي:
الخطوة الأولى: الدراية الكاملة بالصحافة الاستقصائية وكيفية العمل من خلالها.
الخطوة الثانية: استغلال ما توفره المؤسسة الصحفية من إمكانيات ودعم لعدم البدء من الصفر.
الخطوة الثالثة: بناء قاعدة واسعة من المصادر.
الخطوة الرابعة: الثقافة الخاصة بموضوع التحقيق إلى جانب الثقافة العامة كصحفي.
الخطوة الخامسة: البحث عن الوثائق، فهناك دائما الكثير مما يمكن الوصول إليه.
الخطوة السادسة: تقمص دور المراقب والخروج من المكتب والملاحظة.
الخطوة السابعة: القدرة على التقييم والتقدير واتخاذ القرارات.
الخطوة الثامنة: التحقيق وجمع المعلومات والتأكد من صدقها ودقتها.
الخطوة التاسعة: ترتيب المواد التي تم جمعها وجدولتها وتنظيمها.
الخطوة العاشرة: النشر بطريقة جيدة ومتسلسلة ومناسبة للجمهور.

- التشكيك:  وهو يعني أن الصحفي يخضع أي شيء للملاحظة للتأكد منه.
- المطابقة: حيث أن الصحفي يوثق بحثه عن الحقيقة بالمعلومات والوثائق، بحيث إذا تتبع المحققون والعلماء الخطوات فإنهم يتوصلون إلى نفس النتائج.
- غريزة التفعيل: ينظر الصحفي للأشياء من باب أنها حالة للدراسة يمكن ملاحظتها والتحقيق فيها.
- التحقق: أي إمكانية التأكد من تحقق الحكم على موضوع الدراسة وإمكانية الوصول إلى أرقام نسبية.
- البساطة: أي اختيار الصحفي لأبسط الطرق للوصول إلى الحقائق والحلول للظواهر التي يناقشها.

وعليه نعرض لبعض المهارات التي يجب على رجل الصحافة الاستقصائية إتقانها:

• التسجيل، والاختزال والتسجيل الصوتي.
• تخزين وتسجيل التفاصيل ذات الصلة وحفظ هذه السجلات في مكان آمن.
• الدقة.
• القدرة على تحديد النقاط الرئيسية في القصة.
• يمتلك عقل متشكك وقادر على استنباط المعلومات، والتفكير الناقد.
• اعتماد قاعدة واسعة من المصادر، واستخدام الوسائل التكنولوجية والانترنت للحصول على المعلومات.
• الحس الصحفي الذي يستطيع معرفة أماكن تواجد المصادر والوثائق.
• معرفة القوانين التي تحكم عمله وخاصة قانون التشهير والقانون الخاص.
• إتقان المحاسبة ومهارات الطب الشرعي.

التحديات التي تواجه الاستقصائية:  ( شفق نيوز، 2012)

وبشأن التحديات التي تواجهها الصحافة الاستقصائية يمكن الإشارة إلى وجود المحاصصة والتوافقات السياسية وعدم وجود معارضة سياسية برلمانية وعدم وجود وعي لدى المؤسسات الحكومية بأهمية هذا النوع من الصحافة ودورها في التنمية ورصد الأداء العام، ووجود قصور الثقافة القانونية لدى الصحفي فضلا عن عدم وجود إطار قانوني ينظم حرية تداول المعلومات وقانون حق الاطلاع على المعلومات وعدم وجود إستراتيجية حكومية مكتوبة أو برنامج حكومي تفصيلي أو تنفيذي معلن.
ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه الصحافة الاستقصائية هي عدم وجود تقارير سنوية تنفيذية للمؤسسات الحكومية بشكل عام لوصف تنفيذ الخطط والبرامج ونسب التنفيذ فضلاً عن عدم وجود صحافة متخصصة ووجود تحديدات في حركة الصحافة في المؤسسات العامة وأخيراً عدم وجود مؤسسات تدريبية متخصصة في هذا النوع من الصحافة.
1.            وجود نقص في المعلومات وصعوبة الحصول على الوثائق.
2.            معارضة أصحاب شركات الإعلام نشر القصص المثيرة للجدل.
3.            الخوف من العقوبة من قبل ذوي المصالح السياسية أو التجارية.
4.            التهديدات للسلامة الشخصية.
5.            الوقت غير الكافي لإنهاء المهام الصحفية الاستقصائية.
6.            عدم وجود الميزانية الكافية للسفر أو للمصاريف.
7. الإرهاق، والخوف من الفشل، والدعاوى القضائية، مما يضعف التوجه نحو الصحافة الاستقصائية.







المراجع:
أولاً: الكتب العربية:
1-    أبو حشيش, حسن محمد (2006 ) : فن التحقيق الصحفي في الصحافة الفلسطينية, ط1, غزة،  فلسطين .
2-    أبو حشيش، حسن (2012): الصحافة الإستقصائية.
3-    الحسن ,عيسى محمود (2011 ) : المقابلة والتحقيق الصحفي، ط1, دار زهران للنشر والتوزيع, الأردن .
4-    بطراوي، وليد، (2006): المستقصي، كيف تصبح صحفياً استقصائياً ؟، الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، رام الله.
5-    حداد، نبيل (2011): فن الكتابة الصحفية، دار الكندي، عمان.
6-    حسن، علي ( 2009): دور الصحافة الاستقصائية في مكافحة الفساد المالي والإداري والجريمة المنظمة، بغداد، منشور مدرسة الصحافة المستقلة.
7-    حمزة، عبد اللطيف (1956): المدخل في فن التحرير الصحفي، الطبعة الرابعة، دار الفكر العربي، القاهرة.
8-    حمود ,عبد الحليم ( 2010 ): الصحافة الاستقصائية الفضيحة الكاملة, ط 1, دار المؤلف, مركز الدراسات والترجمة , بيروت, لبنان.
9-    شرف، عبد العزيز (2000): الأساليب الفنية في التحرير الصحفي، بدون طبعة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.
10-علم الدين، محمود، عبد المجيد، ليلى (2004): فن التحرير الصحفي للجرائد والمجلات، ط1، دار السحاب للنشر والتوزيع، القاهرة.
11-علم الدين، محمود ( 2010): ضوابط التحقيقات الصحفية الأمنية، ط1، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
12-قطيشات، محمد (2009): مقومات الثقافة القانونية للإعلاميين، على درب الحقيقة، دليل أريج الصحافة الاستقصائية العربية، بدون طبعة، عمان: دائرة المكتبة الوطنية.
13-محمود, عبير أسعد ( 2012 ) : التحقيق الصحفي ,ط1 ,دار البداية , عمان .



ثانياً: الكتب المترجمة:
14-شابمان، جين، نوتول، نك، (2012): الصحافة اليوم، ترجمة أحمد المغربي، الطبعة العربية الأولى، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة.
15-هنتر، مارك، هاتسون، ونلز ( 2009): على رب الحقيقة، دليل أريج للصحافة العرببة الاستقصائية، المكتبة الوطنية، عمان.

16-الخطيب، براء (2010): موقع اليوم السابع، الصحافة الاستقصائية: العفريت الذى انطلق من قمقم الديمقراطية، رابط الموضوع: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=216990
17-القرني، علي بن شويل ( 2012): الاستقصائية الغائب الحاضر في الإعلام العربي، منتديات ستار تايمز، رابط الموضوع: http://www.startimes.com/?t=31036743
19-شفق نيوز ( 2012): الصحافة الاستقصائية ودورها في مكافحة الفساد في ندوة لفرع بغداد لنقابة صحفيي كوردستان، رابط الموضوع:

http://www.shafaaq.com/sh2/reports-investegations/110-reports-and-investigations/45457-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B9-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D9%8A-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.html

20-صحيفة الوسط، (2010): «الصحافة الاستقصائية» أفضل وسيلة للوصول إلى قلب الحقيقة، رابط الموضوع: http://www.alwasatnews.com/2741/news/read/377262/1.html
21-عبد الباقي، عيسى (2010): الصحافة الإستقصائية، موقع الصحفي العربي،  رابط الموضوع:
22-مدونة أنا حُرة (2013): ما هي الصحافة الإستقصائية، رابط الموضوع:
23-مركز الباحث العلمي، ماهي الصحافة الاستقصائية، رابط الموضوع:
24-نقابة الصحفيين الموريتانيين ( 2010): الصحافة الإستقصائية، رابط الموضوع:







جدول المحتويات

هناك تعليق واحد:

  1. شركة كشف تسربات المياه بخميس مشيط 0556043168 ديكوريند

    خدمات كشف التسربات للمياه من افضل ما يتم الاستعانه بيه فى شركتنا على الاطلاق فانت الان اصبحت تمتلك افضل الشركات المميزة.

    والتى تساعد فى القيام باعمال الكشف والبحث عن الاسباب التى ادت الى التسربات .

    فالشركة تعتمد على عدد من الخدمات المميزة المتواجده فى الاسواق فمن اهم ما تقوم بيه الشركة الاتى:

    الاعتماد على افضل العماله المدربة على كيفيه القيام باعمال الاصلاح والكشف عن تسربات المياه بطرق حرفيه مميزة.
    الاهتمام بالتعرف على مكان التسرب من خلال افضل الاجهزة المميزة المتواجده فى الاسواق
    اسعارنا لا تقبل المنافسه على الاطلاق فى مقابل الخدمات المميزة المتواجده فى الاسواق .

    عزيزى العميل اذا كنت فى اى مكان فى خميس مشيط او خارج خميس مشيط وتعانى من اعمال البحث عن تسربات المياه وتعانى من كيفيه الاصلاح فعليك ان تتصل وتتعاون معنا على الفور فى القيام بالاصلاح والكشف فالشركة عند القيام باعمال الاصلاح توفر طاقم منن السباكيين والفنيين والمتخصصن فى مجال التنظيف على اعلى مستوى فلا تتردد فى التعاقد والتعاون معنا الان فى القيام بكل ذلك
    جهاز كشف تسربات المياه الالكترونى

    لا تكتفى شركة ديكوريند باعمال البحث عن تسربات المياه بطريقه عادية بل تقوم بالاعتماد على افضل الاجهزة والالات المميزه المتواجده فى الاسواق.

    فنعتمد على افضل الخدمات المميزه من جهاز يعمل بالذبذبات ويتعرف على مكان التسربات فى اقل وقت ممكن فالشركة تعتمد على جهاز الكترونى يقوم المدرب على التعرف على كيفيه القيام باعمال الكشف من خلاله.

    بالتحرك فى الاماكن التى نشك ان بيها تسربات والبدء فى التعرف على المكان من خلال افضل الطرق ويبدا الجهاز فى اصدار الذبذبات .

    وعند انقطاع الذبذبات يدل هذا المكان على انه مكان التسربات فنبدا فى الاصلاح على الفور فكل ذلك لا يحتاج الى الكسر او التبليط او القيام باعمال الاصلاح.

    فلا تتردد فى التواصل والتعاقد مع شركة ديكوريند افضل شركة الكشف عن تسربات المياه على الفور فى القيام بكل ذلك
    كشف تسربات الغاز بخميس مشيط

    الاستعانه بينا هو افضل الحلول التى تساعد فى القيام باعمال الكشف عن تسربات الغاز ايضا.

    فالشركة تعتمد على افضل الخدمات المميزة والاجهزة التى تساعد فى التعرف على مكان التسرب افضل من الطرق التقليدية.

    التى تقوم بالتعرف على مكان تسرب الغاز وتسبب العديد من المشكلات فلا داعى للقلق من شان التسربات على الاطلاق فنحن فى انتظارك.
    اسعار شركة كشف تسربات المياه بخميس مشيط

    هناك عدد من الشركات التى لا حصر لها والتى تساعد فى التعرف على مكان التسرب فى اقل وقت ممكن .

    بالاضافة الى ان الشركة تعتمد على عدد من الخدمات المميزه التى نحن نحتاج اليها فى اعمال الكشف والاصلاح

    لتسربات الغاز وتسربات المياه.

    والقيام بالوصول الى افضل النتائج فى الكشف وعليك ان تتصل وتتعاون معنا على الفور فى القيام بكل ما تتمناه

    فى اصلاح مكان التسرب ، فاذا اردت ان تقوم بالكشف عن تسربات الغاز او تسربات المياه فعليك ان تتصل وتتعاون مع شركة ديكوريند الان فى القيام بكل ذلك الان

    اتصل الان : 0556043168

    ردحذف